السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
اهتم بأعمال القلب أكثر من أعمال الجوارح، والهدايه ستأتي تبعا.
والذي يظن أن الغاية فقط أعمال الجسد بلا اهتمام بالقلب فهذا مثله كمثل ذاك الرجل الأمي الذي
لا يقرأ ولا يكتب وعنده رسالة وصلته يريد قراءتها فمر به رجل فقال له اقرأ لي الرسالة، فقال لا
أستطيع أن أقرأها... انتظر... فأخرج نظارته فلبسها ثم قال له: الآن أستطيع أن أقرأ..
فسأله الرجل: ما هذه؟ فقال الرجل: نظارة قراءة..
فذهب الأمي فاشترى نظارة مثلها يظن أنها السبب في القراءة!!
ولم يشعر بأن الرأس الذي خلف النظارة هو السبب.
كذلك الذي ظاهره التدين يظن أنه بلغ الالتزام والوصول إلى الله بالمظهر والصحيح أنه بلغه بالقلب
والمظهر لا بالمظهر فقط.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (بتصرف):
«وقال الحسن تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
وقال ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب.
ثبت عن بعض السلف انه قال تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة».
فإذا اهتديت فالحمد لله... قد رضي الله عنك «أنت الآن تعيش في وسط رضى الله تعالى»
كيف تتعامل مع الله إذا رضي؟
- كيف أعرف أن الله راض عني؟
إذا كنت على طاعة فهو راض عنك..
ولماذا يغضب عليك... ولكن لا تأمن، لأن الأمن من العذاب وضمان الجنة هذا بحد ذاته ذنب يحتاج
إلى توبة..
قال تعالى:
«إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون»
وهذا يسمى الاغترار بالله..
«يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم»
إذاً ماذا أفعل؟
ترجو رحمة الله وترجو رضاه... يعني تعمل الصالحات وفي الوقت نفسه تظن بربك أنه راض عنك
صدقني سيرضى عنك
كيف أتعامل مع الله إذا رضي؟
- قد يقول قائل يعني كيف أتعامل مع الله إذا غضب... أحتاجه لكن كيف أتعامل مع الله إذا رضي؟
ما الذي أحتاجه الآن، خلاص، الله راض..
لاااا..
أنت الآن تحتاج أن تكون دقيقا في التعامل مع الله الآن أكثر من قبل..
لأن الوصول إلى الرضى شيء... والمحافظة عليه شيء آخر
الوصول إلى رضى الله تعالى سهل، لكن الثبات عليه هو الصعب..
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..
أضرب لكم مثالا..
شخص لا يعرف الوزير ولم يدخل مكتبه قط!
فحصلت له ترقية وعينوه مديرا لمكتب الوزير
لا شك أنه الآن يريد أن يتعلم ما الذي يحبه الوزير... وما الذي لا يحبه... وما أوقاته المناسبة... وما
أوقاته غير المناسبة
فإذا قال له قائل: أنت لم تكن تعلم من قبل هذه الأمور ولم يهمك ذلك... فلماذا تحرص عليها الآن؟!
طبعا سيقول لهم: أريد ألا أخسر هذا المنصب الذي كسبته!
ولله المثل الأعلى الذي رضي الله عنه يجب عليه أن يحافظ على هذه المكانة وألا يخسرها..
طيب ماذا أفعل؟
1 - أولا: ارض عنه كما رضي عنك
قال تعالى: «رضي الله عنهم ورضوا عنه»
ارض بما قسمه لك، ارض بجسمك، ارض بأبنائك، واحرص على الزيادة في كل خير... لكن احرص أن
تكون بالنهاية في تمام الرضا عن الله..
2 - ثانيا: اصبر على رضاه... رضا الله يحتاج إلى صبر، أن تصبر على الأوامر وأن تصبر عن النواهي
وأن تصبر على أقدار الله
هذا كله يحتاج إلى صبر،
حضرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وجاءه رجل من أهل خراسان فقال: يا أبا عبد الله قصدتك من
خراسان أسألك عن مسألة قال: له سل قال: متى يجد العبد طعم الراحة؟
قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.
هذا فقط إذا فعلت الفرائض أما زدت النوافل فسوف تدخل مرحلة أخرى أعظم بكثير من مرحلة
الرضى، إنها مرحلة الحب
قال الله تعالى في الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه.