منتدى الأشراف المغازية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأشراف المغازية والقبائل العربية ومحبى آل البيت
 
الرئيسيةمناجاة نبي أثناء مرضه Door10أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مناجاة نبي أثناء مرضه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالغفار محمد صالح عكاشة
روح المنتدى
روح المنتدى
عبدالغفار محمد صالح عكاشة


ذكر
عدد المشاركات : 96
العمر : 70
التقييم : 50
نقاط التميز : 5765
اشترك فى : 29/04/2010

مناجاة نبي أثناء مرضه Empty
مُساهمةموضوع: مناجاة نبي أثناء مرضه   مناجاة نبي أثناء مرضه Icon_minitimeالأربعاء 17 أغسطس 2011 - 2:51



:
أعجبني هذا الموضوع عن مناجاة نبي الله أيوب - عليه السلام - عند مرضه ، وما ينبغي لنا أن نتعظ به من قراءتنا لهذا الموضوع



بقلم: بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله

قال تعالى: "أيوبَ إذْ نادى ربّه
أني مَسّني الضُرُُّ وأنتَ أرحمُ الراحمين" (الأنبياء:83).


هذه المناجاة اللطيفة التي نادى بها
رائد الصابرين سيدنا أيوب عليه السلام مجرّبة، وذات مفعول مؤثر، فينبغي أن نقتبس
من نور هذه الآية الكريمة ونقول في مناجاتنا: (رب إني مسني الضر وأنت أرحم
الراحمين).


وقصة سيدنا أيوب عليه السلام المشهورة
نلخصها بما يأتي: إنه عليه السلام ظل صابراً ردحاً من الزمن يكابد ألم المرض
العضال، حتى سرت القروح والجروح إلى جسمه كله، ومع ذلك كان صابراً جلداً يرجو
ثوابه العظيم من العلي القدير. وحينما أصابت الديدان الناشئة من جروحه قلبه ولسانه اللذين هما
محل ذكر الله ومـوضع معـرفـته، تـضرع إلى ربه الـكريم بـهـذه المـناجـاة الرقـيقة: "أني مَسّني الضُرُُّ وأنتَ أرحمُ
الراحمين" خشية أن يصيب عبادته خلل، ولم يتضرع إليه طلباً للراحة قط، فاستجاب
الله العلي القدير لتلك المناجاة الخالصة الزكية استجابة خارقة بما هو فوق
المعتاد، وكشف عنه ضرّه وأحسن إليه العافية التامة وأسبغ عليه ألطاف رحمته
العميمة، وفي هذه اللمعة خمس نكات.


- النكتة الأولى:


أنه إزاء تلك الجروح الظاهرة التي
أصابت سيدنا أيوب عليه السلام، توجد فينا أمراض باطنية وعلل روحية وأسقام قلبية،
فنحن مصابون بكل هذا. فلو انقلبنا ظاهراً بباطن وباطناً بظاهر، لظهرنا مُثقلين
بجروح وقروح بليغة، ولبدت فينا أمراضٌ وعلل أكثر بكثير مما عند سيدنا أيوب عليه
السلام، ذلك لأن كل ما تكسبه أيدينا من إثم، وكل ما يلج إلى أذهاننا من شبهة؛ يشق
جروحاً غائرة في قلوبنا، ويفجر قروحاً دامية في أرواحنا. ثم إن جروح سيدنا أيوب
عليه السلام كانت تهدد حياته الدنيا القصيرة بخطر، أما جروحنا المعنوية نحن فهي تهدد
حياتنا الأخروية المديدة بخطر. فنحن إذن محتاجون أشد الحاجة إلى تلك المناجاة
الأيوبية الكريمة بأضعاف أضعاف حاجته عليه السلام إليها، وبخاصة أن الديدان
المتولدة من جروحه عليه السلام مثلما أصابت قلبه ولسانه، فإن الوساوس والشكوك
-نعوذ بالله- المتولدة عندنا من جروحنا الناشئة من الآثام والذنوب تصيب باطن القلب
الذي هو مستقر الإيمان فتزعزع الإيمان فيه، وتمس اللسان الذي هو مترجم الإيمان
فتسلبه لذة الذكر ومتعته الروحية، ولا تزال تنفره من ذكر الله حتى تسكته كلياً.


نعم، الإثم يتوغل في القلب ويمد جذوره
في أعماقه، وما ينفك ينكت فيه نكتاً سوداء حتى يتمكن من إخراج نور الإيمان منه،
فيبقى مظلماً مقفراً، فيغلظ ويقسو.


نعم، إن في كل إثم وخطيئة طريقاً
مؤدياً إلى الكفر، فإن لم يُمحَ ذلك الإثم فوراً بالاستغفار يتحول إلى دودة
معنوية، بل إلى حية معنوية تعض القلب وتؤذيه. ولنوضح ذلك بما يأتي: مثلاً: إن الذي
يرتكب سراً إثماً يُخجَل منه، وعندما يستحي كثيراً من اطلاع الآخرين عليه، يثقل
عليه وجود الملائكة والروحانيات، ويرغب في إنكارهم بأمارة تافهة. ومثلاً: إن الذي
لا يقيم الفرائض ولا يؤدي وظيفة العبودية حق الأداء وهو يتألم من توبيخ آمره
البسيط لتقاعسه عن واجب بسيط، فإن تكاسله عن أداء الفرائض إزاء الأوامر المكررة الصادرة
من الله العظيم، يورثه ضيقاً شديداً وظلمة قاتمة في روحه، ويسوقه هذا الضيق إلى
الرغبة في أن يتفوه ويقول ضمناً: ليته لم يأمر بتلك العبادة! وتثير هذه الرغبة فيه الإنكار، الذى
يشم منه عداءً معنوياً تجاه أُلوهيته سبحانه!، فإذا ما وردت شبهةٌ تافهة إلى القلب
حول وجوده سبحانه، فإنه يميل إليها كأنها دليل قاطع. فينفتح أمامه باب عظيم للهلاك
والخسران المبين، ولكن لا يدرك هذا الشقي أنه قد جعل نفسه - بهذا الإنكار - هدفاً
لضيق معنوي أرهب وأفظع بملايين المرات من ذلك الضيق الجزئي الذي كان يشعر به من تكاسله
في العبادة، كمن يفرّ من لسع البعوض إلى عض الحية!!.


فليُفهم في ضوء هذه الأمثلة الثلاثة
سرّ الآية الكريمة: "كلاّ بل رانَ على قلوبهم ما كانوا
يَكسبون"(المطففين:14).


- النكتة الثانية:


مثلما وضّح في الكلمة السادسة
والعشرين الخاصة بالقدر، أن الإنسان ليس له حق الشكوى من البلاء والمرض بثلاثة
وجوه:


الوجه الأول:


أن الله سبحانه يجعل ما ألبسه الإنسان
من لباس الوجود دليلا على صنعته المبدعة، حيث خلقه على صورة نموذج موديل يفصّل
عليه لباس الوجود، يبدله ويقصه ويغيره مبيناً بهذا التصرف تجليات مختلفة لأسمائه
الحسنى. فمثلما يستدعي اسم الشافي المرض، فإن اسم الرزاق أيضاً يقتضي الجوع. وهكذا
فهو سبحانه مالك الملك يتصرف في ملكه كيف يشاء.


الوجه الثاني:


أن الحياة تتصفى بالمصائب والبلايا،
وتتزكى بالأمراض والنوائب، وتجد بها الكمال وتتقوى وتترقى وتسمو وتثمر وتنتج
وتتكامل وتبلغ هدفها المراد لها، فتؤدي مهمتها الحياتية. أما الحياة الرتيبة التي
تمضي على نسق واحد وتمر على فراش الراحة، فهي أقرب إلى العدم الذي هو شر محض منه
إلى الوجود الذي هو خير محض. بل هي تفضي إلى العدم.


الوجه الثالث:


أن دار الدنيا هذه ما هي إلاّ ميدان
اختبار وابتلاء، وهي دار عمل ومحل عبادة، وليست محل تمتع وتلذذ ولا مكان تسلم
الأجرة ونيل الثواب. فمادامت الدنيا دار عمل ومحل عبادة، فالأمراض والمصائب عدا
الدينية منها وبشرط الصبر عليها تكون ملائمة جداً مع ذلك العمل، بل منسجمة تماماً
مع تلك العبادة، حيث أنها تمد العمل بقوة وتشد من أزر العبادة، فلا يجوز التشكي
منها، بل يجب التحلي بالشكر لله بها، حيث إن تلك الأمراض والنوائب تحوّل كل ساعة
من حياة المصاب عبادة ليوم كامل.


نعم، إن العبادة قسمان: قسم إيجابي
وقسم سلبي.


فالقسم الأول معلوم لدى الجميع، أما
القسم الآخر فإن البلايا والضر والأمراض تجعل صاحبها يشعر بعجزه وضعفه، فيلتجئ إلى
ربه الرحيم، ويتوجه إليه ويلوذ به، فيؤدي بهذا عبادة خالصة. هذه العبادة خالصة
زكية لا يدخل فيها الرياء قط. فإذا ما تجمّل المصاب بالصبر وفكّر في ثواب ضره عند الله وجميل
أجره عنده، وشكر ربه عليها، تحولت عندئذ كل ساعة من ساعات عمره كأنها يوم من
العبادة، فيغدو عمره القصير جداً مديداً طويلاً، بل تتحول -عند بعضهم- كل دقيقة من
دقائق عمره بمثابة يوم من العبادة.. ولقد كنت أقلق كثيراً على ما أصاب أحد إخوتي
في الآخرة وهو الحافظ أحمد المهاجر(1) بمرض خطير، فخطر إلى القلب ما يأتي:


بشّره، هنّئه، فإن كل دقيقة من دقائق
عمره تمضي كأنها يوم من العبادة حقاً إنه كان يشكر ربه الرحيم من ثنايا الصبر
الجميل.


--------------------------------------------


(1) المهاجر الحافظ أحمد: هو أحد أشراف التجار في بارلا ومن أوائل
طلاب النور لازم الأستاذ النورسي طوال بقائه في بارلا . توفي سنة 1948م رحمة الله عليه.
- المترجم
(منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول )




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مناجاة نبي أثناء مرضه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مناجاة......

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأشراف المغازية :: المنتدى الاسلامى :: قسم :: ـالأسلام ـآلحقيقى-
انتقل الى: