اخبار المغازية مغازى حسينـى
عدد المشاركات : 575 العمر : 39 الموقع : mqazia.hooxs.com العمل : داخل هذا المنتدى المزاج : الحمد لله التقييم : 65 نقاط التميز : 13313 اشترك فى : 04/08/2008
بطاقتى قوة الأشراف: (100/100) احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: معنى الترابط فى الأسلام الإثنين 5 أبريل 2010 - 2:57 | |
| تختلف الروابط الاجتماعية عموما اختلافا ظاهرا ، فهناك مثلا روابط المدينة الواحدة التي يشترك أفرادها في الانتفاع بكل مافيها من طرق مواصلات ومدارس ومساجد ومستشفيات وغيرها، فيكون أفراد المدينة أشبه بأسرة كبيرة لها مصالح مشتركة مهما اختلفت ميول الأفراد ومراكزهم . وهناك روابط القرابة التي هي أهم الروابط الإنسانية والمحور الذى تدور عليه نظم المجتمع ، وإذا ماعلمنا أن الأسرة هي نواة المجتمع فإن أفضل المجتمعات ماارتبط أفراد أسرها بميل مشترك إلى الفضائل . وهنا يجدر بنا أن نوضح معنى الأسرة فى الإسلام باعتبارها الأساس لأي مجتمع ، ويوضح ذلك الشيخ محمد أبو زهرة فى مؤلفه (تنظيم الإسلام للمجتمع) فيقول : ( فكلمة الاسرة فى الإسلام أوسع مدى من الأسرة فى القوانين الأخرى، فإن الأسرة فى الإسلام تشمل الزوجين والاولاد الذين هم ثمرة الزواج وفروعهم، كما تشمل الأصول من الآباء والأمهات فيدخل فى هذا الأجداد والجدات، وتشمل أيضا فروع الأبوين ، وهم الإخوة والأخوات وأولادهم، وتشمل أيضا فروع الأجداد والجدات، فتشمل العم والعمة وفروعهما، والخال والخالة وفروعهما. وهكذا كلمة الأسرة تشمل الزوجين، وتشمل الأقارب جميعا سواء منهم الأدنون وغير الأدنين ، وهى حيثما سارت أوجدت حقوقا وأثبتت واجبات ، وتتفاوت مراتب هذه الحقوق بمقدار قربها من الشخص وبعدها عنه ، فالحقوق التى للأقارب الأقربين أقوى من الحقوق التى تكون لمن هم أبعد منهم ، وهكذا) . وإذا ما بحثنا واجبات الأسرة نجد أنها تتضمن بيان مايجب على كل فرد منها للآخر سواء أكان زوجة أم ولدا أم أبا أم أما أم غير هؤلاء . والأعمال التى يزاولها كل من الرجل والمرأة فى أسرتهما تختلف بإختلاف حال الأمة التى يعيشان فيها بداوة وحضارة ، رقيا وانحطاطا . والأصل فى أعمال المرأة إدارة الأعمال البيتية وأعمال الرجل الشؤون الخارجة عن المنزل ؛ فهو يشتغل ويستثمر جهوده ، ثم يلقي بهذه الثمرات إلى زوجته ، ويتكل فى هناءته وراحته المنزلية عليها ، فالزوجة هى الرئيسة العاملة فى المنزل ، أما الزوج فهو بمثابة رئيس شرف له : وقد جاء التصريح بذلك فى الحديث الشريف : فقد قال عليه الصلاة و السلام عن أبي هريرة : ( كل نفس من بني آدم سيد ، فالرجل سيد أهله ، والمرأة سيدة بيتها ) فانظر كيف جعل سيادة البيت للمرأة وخصها بها، وإن كان لرجلها سيادة أخرى لاتنكر . وإذا كانت المرأة هى سيدة ورئيسة كان من أول واجبات الزوج أن يحسن اختيار تلك الرئيسة ، فيختارها من ذوات العقل والدين والتربية الصالحة ؛ فإنها إذا توافرت فيها هذه الشروط أصبح المنزل فردوس الرجل ، ومظهر كرامته فى قومه ، والمنبت الخصب لذريته وأولاده . ولاغرو فالمنزل هو المغرس الأول للذرية والاولاد ، فهم ينقلون منه إلى المغرس الثاني وهو المدرسة ومنها إلى ساحة التجارب والعمل كما ينقل الفسيل من أرض إلى أرض فإذا طابت تربة المغرس الأول ( الأسرة ) طابت إذ ذاك ثمار أبناء الأمة وغزرت ثمار عقولهم وأخلاقهم ، وإن خبثت تلك التربة خبثت الثمار . قال بعض علماء الاجتماع : إن أحقر المنازل إذا تولت رياسته امرأة مدبرة باشة كان ملؤه الراحة والهناء والسعادة وكان فيه أشرف العواطف الأسرية ، عزيزا لدى الرجل لما يحتويه من دواعي السرور ؛ وكان شفاء للقلب وردءا من عواصف الحياة ، بل كان خير مكان للراحة من عناء الاعمال ومتاعب الحياة ، وفى الشدة مسليا ، وفى الرخاء فخرا ، وفى كل حال نعيما. فالمنزل الصالح إذن خير معاهد التربية لا للشباب وحده بل للكهل أيضا، وفيه يتعلم الشاب والكهل البشاشة والصبر وضبط النفس ويتعرفان روح الحياة ومعنى الواجب . فعلينا إذن أن ننظر كيف نضع نظام أسرنا على أساس إسلامي وطيد ثابت ، ولينظر الآباء واجبهم وهو حسن اختيار سيدة المنزل . قال صلى الله عليه وسلم : (تزوجوا فى الحِجر الصالح فإن العرق دساس) . وقد امتن حكيم من حكماء العرب على أولاده فى قيامه بهذا الواجب فقال: وأول إحساني إليكم تخيري لماجدة الأعراق باد عفافها ومن الواجبات أيضا العناية بتربية الأهل والعيال وتعليمهم مابه صلاح أمرهم وتثقيف عقولهم، قال صلى الله عليه وسلم : (ارجعوا إلى أهليكم فكونوا فيهم وعلموهم وبروهم ) . رواه البخاري ومسلم . ومن أحاديث الحث على حسن معاملة الأهل والعيال والرفق بهم وترك الغلظة عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وقال صلى الله عليه وسلم : (من كان له صبي فليتصاب له) أي ليتنزل إلى أن يفعل فى ملاعبته فعل الصبيان تطييبا لنفسه وادخالا للسرور على قلبه . وروي أنه صلى الله عليه وسلم خرج مع أصحابه يوما إلى طعام دعوا له ، فإذا بابن بنته الحسين وهو صبي يلعب مع صبية فى السكة، فاستنتل رسول الله أمام القوم (أي انفرد عنهم وتقدمهم) وأقبل على الحسين فطفق يفر مرة ههنا ومرة ههنا ، ورسول الله يضاحكه، ثم أمسكه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت فأس رأسه ( أي قفا رأسه من تحت قذاله ) ، وأقنعه ( أي رفعه ) وجعل يقبله وقال : ( أنا من حسين وحسين مني . أحب الله من أحب حسينا ) . وقال عليه الصلاة والسلام : (مشيك إلى المسجد وانصرافك إلى أهلك فى الأجر سواء ) سوى فى الأجر والثواب بين المشيتين : مشي الرجل إلى عبادة ربه ومشيه راجعا إلى مسامرة أسرته ) . وكأنه صلى الله عليه وسلم بقوله هذا يعرض بأولئك القساة الذين لايجعلون من أوقاتهم نصيبا مفروضا لمعاشرة أسرهم، بل ينفقونها فى أماكن اللهو والبطالة . ومن الواجبات الأسرية ترفيهها والتوسعة عليها بالنفقة وإعداد ماتحتاج إليه من وسائل الراحة والهناء ومرافق الحياة والعيش . تناولنا في هذه الحلقة - الترابط الاجتماعي فى الإسلام- ونحن بصدد الحديث عن الاسرة المسلمة من حيث المعنى والبناء والواجبات، وسنتناول فى حلقة قادمة إن شاء الله دور الوالدين والأولاد في الأسرة المسلمة . | |
|