اخبار المغازية مغازى حسينـى
عدد المشاركات : 575 العمر : 39 الموقع : mqazia.hooxs.com العمل : داخل هذا المنتدى المزاج : الحمد لله التقييم : 65 نقاط التميز : 13313 اشترك فى : 04/08/2008
بطاقتى قوة الأشراف: (100/100) احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: أنما المؤمنون أخوة الإثنين 5 أبريل 2010 - 3:09 | |
| إنما المؤمنون إخوة إن الإسلام لم يشرع لطائفة خاصة من الناس في زمن خاص ومكان خاص ، وإنما شرع لجميع البشر ماتعاقبت أجيالهم فى عالم الوجود ، وهو نظام إنساني شامل من صنع الله وتبليغ محمد عليه الصلاة والسلام . والإسلام نظام قابل للتفاعل مع كل حركة إصلاحية ، واحتضان كل ثورة اقتصادية واجتماعية تستهدف خير الإنسان واسعاده فى كل زمان ومكان ، فهو يمجد العلم ويقدس التطور ويبارك كل عمل فى سبيل عالم إنساني أفضل. ولما كان الإسلام دين هدفه انقاذ البشرية من الظلمات والفساد إلى النور والصلاح ، فقد اهتم كذلك بمتابعة المسلم فى عمله وسلوكه والقيام بتخليصه مما يقع فيه من أخطاء ، ومن هنا جاء الإسلام ليهدم الأفكار الفاسدة ، ويضع حدا للضياع الإنساني فرأى أن يوحد بين الجميع بالعقيدة التى يعتنقها الكل عن إيمان ورضا
وتكون تلك العقيدة هي الوحدة المشتركة بينهم فكانت الأخوة الدينية بين المسلمين هي أصدق تعبير عن هذه الوحدة المشتركة التى قررها القرآن الكريم: { إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } الحجرات - 10 . وقررها الرسول صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم ) ، وقد غلبت أخوة الإيمان كل صلة سواها حتى صلة النسب فنسي المرء بها قبيلته وخرج عن عشيرته ، وخاصم الولد أباه ، وقاتل الأخ أخاه . وكنت قد أشرت فى مقال سابق - بصدد الحديث عن تعاطف الأرحام- إلى قصة الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح الذى كان بارا بأبيه إلا أنه يوم بدر حيث أبلى بلاء حسنا لمح أباه يتصدى له ويتبعه حيث كان وهو يحيد عنه ، ويأبى الوالد إلا أن يقاتل ابنه ، ويتوسل أبو عبيدة أباه أن يعود أدراجه إلا أنه أصر على الملاحقة فاضطر هنا أن يصيبه بضربة قاتلة ، وانحنى أبوعبيدة على جثة أبيه وهو يقول : سامحني يا أبتاه إنك قتلت نفسك بيدي، علم رسول الله بما فعل أبوعبيدة فدعاه إليه وردد عليه ماأنزل الله عليه فى تلك الليلة ، قال تعالى : { لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } المجادلة – 21 . كما اصطلح بأُخوة الإيمان المتخاصمون واجتمع عليها المتفرقون فأصبحوا يعيشون فى أمن وطمأنينة . وأصبحت صلة النسب بدون أثر وفائدة إذا تجردت عن أخوة الإيمان فلا يرث غير المسلم المسلمَ ولوكان أباه أو أخاه . وربطت هذه الأخوة بين قلوب المسلمين حتى أصبحوا أسرة واحدة كبرى : يفرح المسلم لفرح أخيه ، ويحزن لحزنه ، ويمد يد المعونة إليه عند الحاجة ، ويرشده إذا غوى ، ويهديه إذا ضل ، ويرحمه إذا ضعف ، ويعامله بما يحب أن يعامل به ، ويمحضه النصح إذا استنصحه أو رأى عليه ماينكره الشرع والدين ، ويحفظه فى ماله وعرضه غائبا وحاضرا ، ويسعى فى إصلاح ذات البين ورفع مايقع من الخلاف . إخوة متصافون رحماء بينهم ، شعارهم: (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه). (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا). (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . ودعاؤهم:{ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنّكلمه محظوره رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر.10 وقد طبق مبدأ الأخوة الدينية لأول مرة بمؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حين قدم المدينة مهاجرا، وكانت مظهرا من مظاهر القوة الذاتية لتعاليم الإسلام، واختلاطهم بالنفوس والقلوب. آوى الأنصار إخوانهم المهاجرين ، وآثروهم على أنفسهم فى كل مايحتاجون إليه ، حتى سجل القرآن هذا الإيثار الكريم : { يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } الحشر 9 . هذه هى الأخوة الدينية التى عدها الإسلام بين المسلمين ، أساسا من أسس دولتهم وجماعتهم . فالإسلام ينظر إلى المجتمع على أنه كيان إنساني متواصل متراحم ، فالأسرة ترتبط بالمودة والمجتمع الصغير يتعاون فيما بينه على الخير والأخذ بيد الضعيف وتنمية المستقلات المملوكة للآحاد أو الجماعة على أكمل وجه ، والقوي ينصر الضغيف والعالم يعلم الجاهل ، ولقد صرح القرآن الكريم بأن الناس أمة واحدة وإن اختلاف الألوان والأجناس واللغات لايقتضي التفاوت فى معنى الإنسانية وحقوقها بل الجميع سواء ، وإن ذلك يقتضي أن يمد الإنسان العون لكل إنسان يحتاج إلى العون . وسلك الإسلام لذلك سبيل التكافل الاجتماعي وان لذلك أربع طرق هى : نفقات الأقارب والزكاة والتعاون فى المجتمعات الصغيرة والكفارات والصدقات . والتكافل الاجتماعي لازم من لوازم الأخوة بل هو أبرز لوازمها وهو شعور الجميع بمسؤولية بعضهم عن بعض ، وأن كل واحد منهم حامل لتبعات أخيه ومحمول على أخيه يسأل عن نفسه ويسأل عن غيره ويتعاون الجميع بالنصح والارشاد والتوجيه . وهذا فى الواقع قانون من قوانين الاجتماع الراقي ، وعنصر من عناصر الحياة الطيبة بل هو الاساس فى حياة الأمم وبقائها عزيزة كريمة متمتعة بهيبتها قائمة بواجبها . وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم صلة المسلم بالمسلم بقوله : ( المؤمن مرآة المؤمن ) . هكذا فهم المسلمون الأولون مبدأ مسؤولية المؤمنين بعضهم عن بعض ، فقاموا بالنصح والإرشاد : ينصح عالمهم جاهلهم ، ويرشد كبيرهم صغيرهم ، بل لقد نصح الصغير الكبير ، والمرء وس الرئيس ، وتقبل الجميع من الجميع شاكرة ألسنتهم ، مطمئنة قلوبهم ؛ فاستقامت لهم الأمور ، وتقدمت بهم الحياة ، وكانوا أقوياء وغيرهم الضعيف ، وأعزاء وغيرهم الذليل . وظلوا كذلك يتعاونون على البر والتقوى ويتناصحون بالخير والمعروف ، حتى نبتت فيهم نبتة الشهوة والهوى فأفسدت عليهم تصورهم للحياة ، وظنوها مادة عليها يتنافسون ، وأموالا وجاها بها يتفاخرون ويتكاثرون . وبذلك ضعف ما تكنه قلوبهم نحو روا بط الإيمان ، فضعف شعورهم بتلك المسؤولية ، فنظر بعضهم إلى بعض كوحدات مبعثرة لا يضم شتاتها رباط ، وانساب كل منهم فى مهاب الشهوة والهوى . | |
|