منتدى الأشراف المغازية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأشراف المغازية والقبائل العربية ومحبى آل البيت
 
الرئيسيةمما للاستعمارأحقاد وأطماع Door10أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مما للاستعمارأحقاد وأطماع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام الحايك
جديد فى المنتدى
avatar


ذكر
عدد المشاركات : 90
العمر : 68
العمل : مهندس
المزاج : رباني
التقييم : 10
نقاط التميز : 5954
اشترك فى : 13/09/2008

بطاقتى
قوة الأشراف:
مما للاستعمارأحقاد وأطماع Left_bar_bleue0/0مما للاستعمارأحقاد وأطماع Empty_bar_bleue  (0/0)
احترام قوانين المنتدى:
مما للاستعمارأحقاد وأطماع Left_bar_bleue0/0مما للاستعمارأحقاد وأطماع Empty_bar_bleue  (0/0)

مما للاستعمارأحقاد وأطماع Empty
مُساهمةموضوع: مما للاستعمارأحقاد وأطماع   مما للاستعمارأحقاد وأطماع Icon_minitimeالسبت 13 سبتمبر 2008 - 12:38

مما لاستعمار أحقاد و أطماع
اطلع بعض الصحاب على نبذ من هذا الكتاب، ثم قالوا : إنك لا تزال عنيفا
ففزعت لهذا الاتهام، وتحيرت في بواعثه وشواهده
إن العنف خليقة مرذولة ما أحب أبدا أن أتصف بها. ثم إن العنف أول مظاهر
العدوان، ولست أضيق بشيء في حياتي كما أضيق بالمعتدين وسيرتهم .
لوددت أن الأرض تصفر منهم، وتخلو من أشباحهم، حتى تهدأ الحياة،
ويستريح الأحياء .
لكن لماذا اتهم بالعنف ؟ أو أنسب إلى خلق أبغضه ؟ هل شدة السخط على
الباطل، ورفع العقيرة في استنكاره يعدان عنفا ؟ ما أظن ذلك حقا ! إن المستقيم
مع طبائع الأشياء أن تغضب إذا وجدت حقا ينهب أو حقيقة تغير
والمستقيم مع طبائع الأشياء أن يشتد غضبك إذا وجدت الناهبين والمغيرين
يمضون في طريق الحياة ، وكأنهم لم يصنعوا شيئا يؤاخذون به
فإذا بلغ الجور على الحقوق ، وبلغ التحريف للحقائق مرحلة أنكى وأحرج
فماذا تصنع ؟ ماذا تصنع ؟
إذا استحر القتلى في المدافعين عن أوطانهم وعقائدهم واعتبروا مجرمين ؟
واعتبرت قضاياهم ليست أهلا للنظر فيها ؟
وذلك في الوقت الذي يتبجح فيه القتلة ، ويلبسون شارات العدالة والرقى ؟؟
ماذا تصنع إذا تواطأت عشرات الدول على إبقاء السجين يرسف في قيوده ،
والبريء يشحط في دمه ، والأحرار المكافحين يتساقطون لفيفا بعد لفيف ،
واللاجئين المطرودين يهلكون فوجا بعد فوج ؟؟
ماذا تصنع إذا رأيت الخناصر قد انعقدت على محو رسالة كبيرة كالإسلام ، و
إهانة أمم شتى لأنها تعتنق الدين الحنيف ؟ والضن عليها بالحياة ما لم تنحرف
عن شرائعه ، وتتنكر لتعاليمه
فإذا بدا أنها مستمسكة به ، أو أن الأحوال فيها تؤذن ببقائه ، أو بعض الوفاء له شنت عليها الحروب حامية وباردة
ماذا تصنع والحالة هذه ؟
أتبتسم ابتسامة الرضا، أو ابتسامة المداهنة؟
إن اللطف ـ مع هذه المآسي ـ مرض ينبغي علاجه
والعنف في التعبير أقل شيء يقدمه كاتب في فؤاده غيرة على الحقائق التي
يجب أن تعرف ، والحقوق التي يجب أن تصان
ولا أدرى ، أهي طبيعتي ، أم طبيعة الإسلام في نفسي ، تلك التي جعلتني أهش
مثلا لتصريحات البطريرك الماروني “ بطرس المعوشى “ في مأدبة الإفطار
التي أقامها لعلماء المسلمين بلبنان في رمضان سنة 1376 هـ
لقد روت الصحف بأنه دعا إلى توحيد الصفوف بين المسيحيين والمسلمين ،
ونوه بتوثيق التعاون بين الفريقين ، وأعلن تمسكه بالميثاق الوطني المعقود بين
أهل لبنان سنة 1943 م ، كما ندد بموقف رجال السياسة الذين يحاولون تفريق
كلمة الشعب اللبناني ، وسلخه من أسرة الدول العربية .
هششت لهذه التصريحات مع علمي بأن الميثاق الوطني المشار إليه جعل
المسلمين في لبنان أقل من النصف، نتيجة إحصاء زوره الفرنسيون لغرض
ظاهر
نعم، ومع علمي بأن نسبة الموظفين المسلمين في الأجهزة المدنية والعسكرية
للدولة عشرة في المائة، أو يزيدون قليلا
ومع هذه الغرائب المثيرة فقد رحبت بمبادئ التعاون المقترح، ورجوت من
وراءه سلاما كريما. بيد أن ساسة الغرب والرجال الذين يعملون معهم أو لهم،
لا يريدون هذا، أو لا يكتفون به
أي يرضى القتيل وليس يرضى القاتل
يجب أن تجر الدول العربية كلها إلى جانب الاستعمار الغربي ، وأن تعمل في
حقله ، وأن تقاتل تحت لوائه .
وهذا الاستعمار هو طارد المسلمين من فلسطين وواهبها لليهود. وهو طارد
المسلمين من الجزائر وواهبها لفرنسا . وهو كاسر جناح المسلمين في لبنان
والحبشة مع كثرتهم . وهو الذي يرهب اليوم الشعوب المتحررة، ويراودها
عن عقائدها وشرفها .
وهو الذي يبسط يده بالأذى حينا، وبالرشوة حينا ، ليقيم حجابا بين حاضر
المسلمين وماضيهم ، فأما عاشوا مرتدين أتباعا لغيرهم .. وأما .. فلا حق لهم
في الحياة .
أهذا وضع يقبله كريم ، أو يرتضيه إنسان ما ؟! لقد بنينا في الماضي حضارة
من أزكى الحضارات التي عرفتها الدنيا، أو ذاك ما نزعمه على الأقل فيما
لدينا ، وفيما صنع أسلافنا .
فمن العبث فتنتنا عن مواريثنا المقدسة بالقسر .
وقد حكي التاريخ قصة صراع طويل دام بيننا وبين غيرنا ، فهل من الحكمة
استدامة هذا النزاع ، واستبقاء ثاراته، تهيج الأحقاد ، وتقطع الأكباد ؟
إن السياسة التي رسمتها دول معروفة لاجتياح الإسلام ، وفض مجامعه ،
واجتثاث جذوره من أرضه ، هذه السياسة لن تنتج إلا البلاء لأصحابها ، فإن
الإسلام لن يموت ، وأهله الذين يبادون تارة ، ويطردون من مدنهم وقراهم
تارة أخرى ، سوف ينسلون من يغضب لهم يوما ومن لا يتهم بعنف إذا ملأ
يديه بالقصاص الرهيب .
إن مستقبل العالم يكتنفه الشؤم من كل ناحية ، ما بقى الاستعمار ماضيا في
خطته الآثمة : يسترق العباد، ويستغل البلاد .
وما بقى على الخصوص في بلاد المسلمين ، يجتهد في تمزيق أوصالهم ،
وإفساد ضمائرهم وأفكارهم، وتقديم حقوقهم هدايا للطامعين والجائعين
والكاتب المسلم لا يلام إذا غدا أو راح وهو يهدر ويزمجر مشيرا بيديه كلتيهما
إلى وجوه البغاة يستنزل عليها اللعنة ، ومستفزا قومه كي يرجعوها وعليها
صفرة الخزي ، إن لم يرجعوها وعليها لاطمات القمع والتأديب .
أهذا هو العنف الذي يلاحظ على ؟ ليكن ، فما يستحب العنف في موطن
استحبابه في هذه المواطن ! وقديما قال سعد بن ناشب
تفندني فيما ترى من شراستي * وشدة نفسي أم عمرو، وما تدرى
فقلت لها : إن الكريم وإن حلا * ليلفى على حال أمر من الصبر
وفى اللين ضعف والصلابة شدة * ومن لم يهب يحمل على مركب وعر
وما بي على من لان لي من فظاظة * ولكنني فظ أبى على القسر .
أقيم صفا ذا الميل حتى أرده * وأحطمه حتى يعود إلى القدر .
والفارق بين هذا الشاعر الفارس وبيننا أنه كان يجدع بسيفه أنوف المعتدين ،
ثم يودعهم بنبرات عالية جافية قائلا : شاهت الوجوه
أما الكاتب المسلم فهو يدع الحزن يأكل قلبه لمنظر أطفال اللاجئين في العراء ،
ثم يبكى . ومن شر السلاح الأدمع !!"، كما قال أبو الطيب : والعبرات سلاح
مفلول . لا يرد طاغية بل لعله يسر الطغاة .
والكاتب المسلم يقف على أطلال القرى الخربة في الجزائر بعد ما عطلت
مغانيها، ويبس دم القتلى في أرجائها ، وشرد الناجون من أبنائها، بين مفجوع
يطلب الثأر، أو مهزوم يطلب المأوى ، يقف الكاتب المسلم على هذه الأنقاض
ثم يرسل بصره من وراء المسافات الشاسعة ، ليساءل الساكنين في ناطحات
السحاب : أهذا ما أوعزتم به ، ورضيتم عنه ؟ ألهذا صنعتم السلاح ،
وأعطيتموه فرنسا .
ثم يساءل الفرنسيين أنفسهم : أهذه الهمجية المجنونة هي وصايا حضارتكم في
معاملتنا نحن المسلمين ؟
إنكم إذا بطشتم جبارين ، إنكم تأكلون لحومنا في ضراوة مفزعة . إذا لم يكن
لكم رب تتقونه ، أما تخشون أن تدور عليكم الليالي فتدفعوا ثمن هذا كله ؟
لكن ما جدوى التساؤل المفجع هنا ، والبكاء الضارع هناك ؟ إن محو هذه
المآسي منوط بأعناقنا نحن .
أما زبانية الاستعمار فلا يسوغ لهم ملام ، ولا يوجه لهم كلام ، ما موضع
العتاب بين قطيع أعزل ، وقافلة ذئاب ؟
إن ألوف الأغرار ينظرون في بلاهة إلى الحروب الاستعمارية في الشرق
الإسلامي! يحسبونها حروبا مجردة من النزعات الدينية المنحرفة
ونحن الذين لمسنا ألوف الأدلة على ما في سياسة الغرب تجاهنا من أحقاد
صليبية، لا تحتاج إلى مزيد من الأدلة يؤكد لدينا هذا اليقين .
ولكننا في هذا الكتاب نكشف النقاب عن جوانب يختلط فيها الضغن الأعمى
بالجشع البالغ، ونعرض هذه الصور أمام الأعين المتألمة، ليعرف الواهمون
أنهم أمام حرب تريد طحن أرواحهم وأجسامهم، تريد محق دنياهم وأخراهم،
تريد استلال الإيمان من قلوبهم، واستلال العافية من أبدانهم، تريد فرض
جاهلية حديثة في أغلب أقطار العالم .
بعد أن يذوب الإسلام في القارتين القديمتين، وبعد أن تتحول شعوبه إلى عبيد
لعبيد الآلات
من ثورات الضغينة الخسيسة على الإسلام ومعتنقيه تكمن وراء حقل
السياسات الأجنبية كلها .
ومحاولات الساسة في أوروبا وأمريكا علاج قضايانا المختلفة لا تنفصل أبدأ
عن محاولاتهم توهين أمرنا ، وخذلان جانبنا، تمشيا مع مشاعر الحقد الديني
علينا .
ولطالما تجاهلنا هذه المعاني ، ورغبنا في نقل المعركة إلى ميدان آخر، ميدان
لا تشم فيه رائحة التعصب لدين ، أو التعصب ضد دين بيد أن ساسة الغرب
وزبانية الاستعمار أبوا إلا إكراهنا على مواجهة هذه الحقيقة المرة ، فنحن نقف
أمامها بعد أن حبسنا هؤلاء في نطاق من الصور الداكنة ، يحيط بنا عن يمين
وشمال ، توحي كلها بأننا أمام غارات صليبية جديدة لم تغير هدفها القديم و إن
تغيرت أحيانا الوسائل .
وحاشا للنصرانية التي جاء بها عيسى ابن مريم أن تكون سر هذا الحيف ، إن
الصليبية المعتدية ليس إلا وثنية أخفت طبيعتها في غلاف سماوي ، غير أن
هذا الإخفاء ما لبث أن تلاشى، ودل السلوك الشائن على أن المستعمرين ليس
لهم دين إلا دين السطو والفتنة. وعيسى، وسائر الأنبياء أبرياء من هذا الظلم
المبين .
ولما كان المعتدون علينا يسوغون مظالمهم بأنها رد على حركة الفتح
الإسلامي الأول، وأنهم يمنعون قيام تجمع عربي إسلامي لأن هذا التجمع
خطر، ومن ثم يجب سحقه قبل أن ينشأ، لذلك عرضنا مرة أخرى لعنصر القوة
في ديننا وطبيعة السلام في إسلامنا . ومع أنه سبق لنا بسط القول في هذا
الموضوع فلن نسأم من تكرار الخوض فيه حتى نكشف شبهات المرجفين
ونفضح طوايا الأفاكين .
إن القتلة لا يستكثر عليهم الكذب ، واللصوص لا يستبعد منهم الافتراء
والتزوير، والمستعمرين لا يستغرب منهم أن يجادلوا بالباطل ليدحضوا به
الحق .
وإلا فكيف يعتبر بقاء الفرنسيين في الجزائر شيئا طبيعيا لا تسل عنه ، فإذا
جاء جيش من أهل الأرض أو أهل السماء وأجلاهم عنها بالسيف ـ بداهة ـ عد
ذلك تهجما كريها وفتحا ظالما .
وانطلق الكذبة في كل فج يعيبون السيف، وينكرون امتشاقه ! بأي وجه يكون
فتح الرومان لمصر عملا مشروعا ، وحرب العرب للرومان عملا منكرا ؟
إن تعاون أوروبا وأمريكا على استغلالنا واستغلالنا ليس إلا عودا على بدء ،
و إلا استئنافا للضيم القديم. وكل قوة تفل شوكتهم فهي مقدوره مشكورة . فكيف
إذا كانت قوة يمليها العدل المطلق، وتسرى فيها النزاهة الرائعة ، لأنها قوة في
يد نبي وصديقين وشهداء وصالحين ؟
لقد أثبتنا هنا فصولا أخرى عن الإسلام والسلام، بعد ما سردنا أحداثا مخزية
عن أفاعيل الاستعمار، ليعرف المذهولون أي عدل مضاعف كان لدينا ، وأي
حيف مضاعف وقع علينا !. وأخيرا عرضنا لحركة الارتداد الخلقي ، والثقافي
والتشريعي ، التي أحدثها الغزو الأجنبي في بلادنا، وأدارها وفق سياسة
مرسومة رتيبة .
وهى حركة تزعج كل مؤمن، ومن حقنا أن نقلق على مستقبل الإسلام منها. إن
الاستعمار دائب على تخريج أجيال ملحدة ، وهو يغذى في إلحاح كل عمل
يطرد الإيمان من القلوب ، ويشيع المنكر والفحشاء في المجتمع . وغايته التي
ظهرت من طول سعيه لها ـ مع شدة خبثه وتكتمه ـ هي القضاء على الإسلام
في أوطانه ، وردم المنابع التي تمد الناشئة بتعاليمه ، وتبصرهم بحدوده
وحقوقه .
ومن القصور أن تحسب أهداف الاستعمار الصليبي منتهية عند بث الرذائل في
المجتمع ، ونشر التفكك في شتى نواحيه ، كلا ، إن الأمر لديه أكبر من ذلك .
وسترى في هذا الكتاب أن المقصود هدم رسالة محمد من الألف إلى الياء ،
وخلق نفر من الكتاب يؤلفون الرسائل ويدبجون المقالات، وملء نفوسهم: أن
محمداً هذا رجل دعا ، وأن قرآنه كتاب بشرى ، وأن التعلق به رجعية بالية ،
وأن الخروج عليه طريق التقدم والارتقاء. وذلك كله طبعا لحساب الصليبية
الغازية ، وتحقيق لمآربها التي لم تتغير على ترامى الإعصار .
إن للاستعمار أحقاد دينية ، وأطماع دنيوية ، وكل أهاب يغطي هذه السوءات
فهو جملة أصباغ وفى هون ، يجيدها ممثلو الروايات في أدوارهم الضاحكة ،
أو الباكية . والدنيا لم تعرف أناسا أوتوا المقدرة على إخفاء أحد النيات وراء
المعسول من الكلمات كما عرفت ذلك في تجار الاستعمار الحديث .
إننا من سبعين سنة ـ نحارب تيارات الإلحاد والتكفير التي تنحدر إلينا من
عواصم الغرب ، ونكفكف في جهد مضن موجات الفسق والمعصية التي تلطم
مجتمعنا بإصرار، والتي تتحسس السدود الضعيفة لتنساب منها كي تفسد علينا
ديننا وتاريخنا والله يعلم فداحة مصابنا من هذه الناحية .
إن بلاد الإسلام في أسوأ ما مر بها من ظروف ـ لم تكن طيعة لعوامل الشك
والتحلل، ولا لينة أمام فنون الإغراء الجنسي ، ولا مسعورة في التعلق بتراب
الدنيا ، ولا مصروفة عن مرضاة الله ، كما زين لها ذلك كله الاستعمار الحديث
ولا نشك أن مصابها من هذه الناحية هو الذي زين لبعض بنيها أن ينخدع
بالإلحاد الأحمر وأن يعتنق كثيرا أو قليلا من مبادئه السفلى ونحن المسلمين لن
نتحول قيد أنملة عن قواعدنا الدينية، ولن نستسيغ بته أي لون من ألوان الإلحاد
مهما كانت صبغته .
ألا قبح الله الإلحاد كله، ووقى المسلمين غوائله أيا كان مصدره ، ورد العافية
إلى أمتنا في معاشها ومعادها، حتى تعود إلى ميدان الحياة مرة أخرى رحمة
للعالمين ، وبركة للناس أجمعين .
لكن تلك الأمنية الحلوة لن تتحقق ما بقى الاستعمار ينشب مخالبه في مقاتلنا ،
وينقض غزلنا كلما قويناه ، ويعفى علينا الصراط كلما سلكناه
على الرغم من تغير الظروف التي اكتنفت الطبعة الأولى من هذا الكتاب. فإن
ما به من حقائق علمية وتاريخية يجب ألا يغيب عن بال المسلم .
إن معرفتها ضياء يكشف له طريق الجهاد وثمرته، وطبائع الناقمين على
الإسلام وأمته الكبرى وما بد من هذه المعرفة على اختلاف الأمكنة والأزمنة،
وتبدل الملابسات والأحوال فإن المسلمين أوتوا- خلال هزائمهم الماضية- من
طيبة بلغت حد الغفلة .
بل لقد لدغوا مرارا من جحر واحد .
وإذا كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ! كما علمنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فإن من حق الإيمان علينا ألا نسأم من تبصرة المسلمين بمواطن الأفعى!
وأن نحذرهم بشدة من تكرار الإصابة. خصوصا إذا كان عدوهم قد بدل زيه
وتعلم كيف يخفى شراكه وكيف يحتال لبلوغ إربه ، وقد يسبق إلى بعض
الأذهان أن الاستعمار في طريقه إلى التلاشي .
وأن الإنسانية في طور من تاريخها النير لا يسمح له بالبقاء أكثر مما بقى
وأن ذيوله المتخلفة في أفريقيا وآسيا منتهية لا محالة .
ونحن- المحامين عن الإسلام- كنا نود لو صحت هذه الأمنية، وظفرت أرجاء
العالم بحظوظها من الحريات الكاملة وفى مقدمتها الحرية الدينية
بيد أننا نعلن آسفين أن هذه الأمنية لا تعدو آفاق الخيال .
وأن أزمة الحرية في العالم لا تزال خانقة، وأن حرية اعتناق الإسلام بالذات
والاستظلال بعقائده وشرائعه حرية منكرة مطاردة في أغلب القارات الخمس.
فكيف يستريح لهذا الوضع مؤمن ؟ أو كيف يهادن قوى الشر التي تسانده ؟
إن الأمة الإسلامية الكبيرة تضم أعدادا كثيفة من المستضعفين في الأرض
والعوائق دون تجمعها على دينها لا حصر لها .
وربما ظفرت شعوب منها بحريات سياسية لها قيمتها ، لكن ظفرها بحق الحياة
وفق شعائرها وشرائعها بعيد .
وقد كان الاستعمار الصليبي الخصم العنيد اللدود للإسلام وكتابه ونبيه وأتباعه
ثم ظهرت الشيوعية أخيرا واستطاعت أن تكسر الصليبية في وقعات شتى وأن
تنازعها السيادة على أرجاء العالم، و موقف الشيوعية من الدين كله معروف .
ونحن الذين والينا الله ورسله وثبتنا على معالم وحيه لن ننكمش قيد أنملة عن
مواجهة العدو الجديد والقلوب التي أبغضنا بها كفر الغرب هي التي نبغض بها
كفر الشرق .
وما ظلت تخفق بين أضلاعنا فهي حزب للرحمن وحرب على الشيطان ،
(ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين)
وقد تستطيع تيارات الإلحاد الأحمر أو الأصفر أن تهب على بلاد الإسلام
المنكوبة لكننا لن نأذن لها بقرار ولن نتوانى عن الاشتباك معها بكل ما لدينا
من قوى حتى ترث الأجيال اللاحقة ما ورثناه عن الأجيال من تراث النبوة
وتعاليم الحق .
ومن المحزن أن يكافح الإسلام في جبهتين متراميتين ضد الشيوعية الزاحفة أو
الصليبية الحقود .
وأيا ما كان الأمر فليس أمامنا إلا أن نحيا بإيماننا أو نموت دونه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مما للاستعمارأحقاد وأطماع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأشراف المغازية :: المنتدى الاسلامى :: قسم :: ـآمبراطورية ـآلأسلام ـآلعظيمة-
انتقل الى: