اخبار المغازية مغازى حسينـى
عدد المشاركات : 575 العمر : 39 الموقع : mqazia.hooxs.com العمل : داخل هذا المنتدى المزاج : الحمد لله التقييم : 65 نقاط التميز : 13314 اشترك فى : 04/08/2008
بطاقتى قوة الأشراف: (100/100) احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: حقوق المعاقين فى العالم العربى الإثنين 17 مايو 2010 - 4:16 | |
| حقوق المعاقين فى العالم العربى بقلم حسين الفحام
بينما كنت اشاهد عبر احد القنوات العربية برنامج يتعلق حول حقوق المعاقين في الوطن العربي, تذكرت بعض القصص التي شاهدتها ومررت بها في حياتي, حينما كنت اسكن في سوريا والعراق والاردن والتي تتعلق حول معاقين عرب. بالفعل ان اغلبية المُعاقين في الوطن العربي يعيشون حياة صعبة ومؤلمة يحزن عليها. بالرغم من ان يجب ان يكون للانسان الُمعاق حقوق اكثر من حقوق الانسان العادي, الا ان ما يجري في العالم العربي هو العكس, فان اصحاب الاحتياجات الخاصة هم اول الناس المنسيين لحقوقهم ولا يملكون رعاية وحماية جيدة. شاب معاق تم تقييده بالجنزير تحت اشعة الشمس الحارقة
لا زلت اتذكر ذلك الفتى المعاق عقلياً, حينما كنت اعيش في سوريا. لقد كان يجلس بجانب احد البيوت السورية القديمة والفقيرة, بينما هو كان مُقيد من قدمية بالجنزير بعمود حديدي. حينما كانت امي تطلب مني ان اشتري الخبز او شيئً اخر, كنت اخاف ان اخرج الى الشارع, خوفاً من ان ارى ذلك الفتى الُمعاق. فالحقيقة ان مظهرهُ وشكلهُ كان يُخيفني لدرجة كبيرة جداً لا استطيع ان اوصفها لكم. وكنت حينها اتسائل بيني وبين نفسي هل هذا المخلوق وحشاً ام ماذا؟ وان لم يكن كذلك, فلماذا هو مُقيد بالحديد؟ كنت اسئل نفسي هذا السؤال دوماً حينما كنت صغير. في الوقت الحاضر, حينما افكر بذلك الفتى اكتشف حينها ان ذلك الفتى الُمعاق الذي كنت ارتعب منه, هو الطف وارق من كل البشر الذين عرفتهم. فهو كان يبتسم لي دوماً, إلا انني انا الذي كنت انظر اليه بغرابة واخاف منهُ. كنت دوماً اتحاشى السير بقربه. ومرة من المرات سئلني صديقي اذا كنت خائفاً منه. فجاوبت حينها بنعم. فذهب بعد ذلك صديقي اليه ورفع يديه وضرب ذلك الفتى على عنقه, ثم ضحك صديقي القديم وهو يقول لي “لا تخاف من هذا المعوق”. استغربت حينها من ما حدث, الا ان رغم ذلك بقيت اخاف منه واعتبرت ان المسئلة تعود الى شجاعة صديقي, وان لو كنت انا من فعل ذلك, لكنت قد اخذت رداً عنيفاً منه. سئلت والدتي يوماً من الايام لماذا هو مُقيد هكذا, فاجابت امي “حتى لا يعتدي على الاخرين ويقم بحماقات ما, فهو مجنون”. في الحقيقة انني لم اشاهد يوماً ما انه قام بالتعرض على انسان, بل انني لاحظت ان الناس هم من كانوا يضربونه ويهينوه. ان اهله قاموا بتقييده بالجنزير بالقرب من باب البيت تحت اشعة الشمس الحارقة التي تبلغ 50 درجة مئوية, وتحت البرد القالص في الشتاء, والسبب الى ذلك كله حتى لا يقم بالتعرض على احد. ولكن انا اتسائل الا يستحق هولاء الناس الذين قاموا بضربة ان يتم التعامل معهم بنفس الطريقة, ان يتم ربطهم من اقدامهم وضربهم بعد ذلك, لعلهم يشعرون بذلك الشاب المُعاق الذي كانوا يضربونه ويهينوه, بينما هو مُقيد وكأنه مجرم, وليس انسان له حقوقه كباقي البشر, وبل حتى المجرم لا يتم التعامل معه هكذا؟! الانتقام بعد الحادث
كنت اسكن في الطابق السابع في سوريا في احد البنايات القديمة جداً في محافظة “ريف دمشق”, وفي الطابق الخامس كان يسكن هناك شخص مُعاق بلا قدمين ويدين. ويجلس على كرسي مُتحرك. كنت انا وامي نخاف من ان نصعد طوابق البناية حينما كنا نرى ذلك الرجل يجلس على كرسي مُتحرك بقرب الباب وهو يُبَحلق بنا بطريقة غريبة. وفي بعض الاحيان تأتي زوجته اليه وتصرخ في وجهه وتأخذه الى البيت بغضب, وبل حتى بعض الاحيان تقوم بضربه امامنا. بعد عدة اشهر اصبحت هناك علاقة جيران وصداقة جيدة بين والدتي وزوجة ذلك الرجل المُعاق. وذات يوم سئلت والدتي تلك المرأة عن ما الذي حصل مع ذلك الرجل الغريب الذي يجلس على كُرس متحرك. فاجابت تلك المرأة “انهُ كان ضابط في جهاز الاستخبارات السورية, لقد كان مجرم, لقد عذبني وعذب ابناءه, وظلم وخدع العديد من الناس. ويوم من الايام تعرض لحادث والان ترين كيف اصبح حاله”. واضافت: ان هذه عقوبة له من الله (سبحانه وتعالى), انه يستحق ان يعيش هكذا, يستحق كل ما حصل وسوف يحصل له, لقد ظلمني وظلم الناس. بصرف النظر عما فعله ذلك الرجل, الا انني اتسائل هل سوف نقوم بتعذيب ومعاقبة المُعاقين بسبب افعالهم في حياتهم؟ نفس الحادثة حدثت مع احد اقاربي الذي هو الاخر ايضاً مُعاق بسبب حادث حدثت معهُ في الحرب العراقية الايرانية. ثم بعد ذلك قامت زوجة ابيه بتعذيبه وربطه في سطح البيت تحت اشعة الشمس التي تبلغ 55 درجة مئوية. اوليس من المهم حماية المُعاقين من الانتقام؟ مراكز رعاية المُعاقين في العالم العربي
تلك الصورتين المنقولة من احد المواقع العراقية هي لمركز اطفال مُعاقين في العراق. الجنود الامريكيين عثروا عليهم بالصدفة. حينما رأى مدير المركز الجنود الامريكيين اصبح خائفاً, فظن الامريكيون ان هناك قنابل او ارهابيين في ذلك المبنى, ولكن حينما دخلوا وجدوا هولاء الاطفال. المدير كان يبيع اغراض الاطفال, كالملابس, الطعام, الالعاب والبطانيات في السوق. اوليس من الغريب حينما مدير مركز للمُعاقين يقوم ببيع كل اغراض المركز ويقوم بتعذيب الاطفال, دون علم شخص ما؟! لا ادري اذا كان من الصعب بالنسبة للحكومة العراقية ان تقوم ببناء رقابات خاصة على مراكز المُعاقين في البلد؟! ان المُعاقين في العالم العربي يعيشون حياة صعبة. فهم يعتبرون كائنات قبيحة وغريبة, وكلمة “مُعاق” تعني كلمة سيئة يقولها الشخص للانسان المُعاق وهو يضحك. من الذي سوف يحمي ويدافع عن حقوق المُعاقين في العالم العربي؟ على منظمات حقوق الانسان ان تفكر وتنظر قليلاً الى هولاء الناس الابرياء.
| |
|
محمد عبد الغفار صائد الكلمات
عدد المشاركات : 382 العمر : 36 الموقع : الخرطوم العمل : طالب المزاج : متوسط التقييم : 91 نقاط التميز : 9197 اشترك فى : 31/03/2010
بطاقتى قوة الأشراف: (0/0) احترام قوانين المنتدى: (0/0)
| موضوع: رد: حقوق المعاقين فى العالم العربى الثلاثاء 18 مايو 2010 - 2:53 | |
| | |
|