التفكر في خلق الله تعالي ، مناجاة الله عز وجل ، محاسبة النفس ..... من العبادات التي غفل عنها الناس .
نظرت الي الاسفل فوجدت نملة تحمل جناح حشرة وتبذل مجهودا لايصاله لملجئها ... وفي الاتجاه الذي تسير فيه توجد فوهة بئر بها ماء ، لو لم تتفادها فستسقط فيها وربما تفقد حياتها .... حاولت تغيير طريقها بنفخ هواء من فمي ولكنها تنحرف ثم تعود الي نفس اتجاهها ... قلت في نفسي لو علمت هذه النملة بما يمكن ان يحدث لها لغيرت طريقها الي اتجاه آخر او لتركت ما تقوم به ولكنني آمنت وانا موقن بان الله سبحانه وتعالي هو الآخذ بناصيتها كما هو منصوص عنه في كتاب الله (( قال الله تعالي (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) .... سورة هود وهو ان أراد لها الوصول فليس لاحد منعها وان اراد لها الوقوع والهلاك فلا راد لقضائه .. ولكن الله عز وجل اراد لنا نحن البشر - وهو الذي وهبنا العقل لنفكر به – ان نتفكر في مخلوقاته ... ثم تفكرت وانا اضع نفسي مكان هذه النملة في حمولتها الكبيرة التي تجاهد في ايصالها لمنفعة قبيلتها ... كم من الحمولات احمل الآن و ما سأحمله غدا اذا مد الله في ايامي في هذه الدنيا وهل هذه الحمولات خير ام هي شر وانا لا انسي انني ذاهب الي ربي وانني ملاق حسابيه ( اسأل الله عز وجل ان يكون حسابا يسيرا (( قال الله تعالي (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ (37) ))
وقال تعالي ((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ) الانشقاق/7- 14
اللهم اجعلنا من الذين يؤتون كتابهم بأيامنهم
علي الناس ان تحيي كل العبادات التي غفلوا عنها ومنها التفكر في خلق الله عز وجل وان يتذكر الانسان انه ميت وملاق ربه ومحاسب علي اعماله وقد يأتي هذا الموت في اقل من الثانية وهو غارق في عمل ما، قد يكون خيرا فيكون ذلك حسن الخاتمة وقد يكون شرا فيكون ذلك سوء الخاتمة .. ونسأل الله عز وجل حسن الخاتمة ....
قال احد العلماء ان الشيطان يصغر حين يسأل العبد من ربه حسن الخاتمة ويكون مسرورا اذا حدث عكس ذلك مهما كانت طاعة الانسان .. لأن دعاء الانسان وهو مخلص لربه بحسن الخاتمة توافق قول الله تعلي ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)
نسأل الله عز وجل الثبات علي الحق وان يثبت قلوبنا علي الايمان وان يرزقنا حسن الخاتمة .. خاتمة السعادة ... انه نعم المولي ونعم المجيب..