عدم تخصيص أوقات محددة لتناول الطعام يؤدي إلى السمنة
كتبت - جويس شماس:
البدائل الصحية والعادات الصحيحة ليست مجرد ارشادات ونصائح بل اسلوب حياة قائم على ثقافة تغذية وتوعوية تساعد المرء على التمتع بحياة مديدة وصحة ممتازة وجسم رشيق, خصوصا ان الانسان امسى مضطرا لاتباع هذا النمط حرصا على نفسه وبيئته, لأن الآثار السلبية للعادات الخاطئة تقوده الى عالم يتخبط بأمراض القلب والسكري والضغط والكوليسترول, في حين ان التركيز على النظام الغذائي وحده لا يفي بالغرض, لأن الاهتمام بممارسة الرياضة يلعب دوراً رئيسياً, وكذلك الاطلاع على كل ما هو مفيد وتوعوي, وفي هذا المجال, يوضح مدير مركز ايليا للتغذية والصحة واختصاصي التغذية عيسى دشتي ان القبة الغذائية وارشاداتها دليل عربي 100 في المئة يساعد في الحصول على نمط حياة مناسب جدا, وبعيداً كل البعد عن ظاهرة السمنة المنتشرة بكثرة عند العرب الذين يفضلون الراحة والكسل على حساب النشاط والرياضة, وانه لابد من ان يكون التغيير الايجابي شاملاً, لأن النظام الغذائي ليس الركيزة الاساسية والوحيدة, في حين ان الوقاية افضل من العلاج.
وفي حديثه الى »السياسة« اكد دشتي ان مهمة تقييم وضبط الوزن لا تتم عن طريق الغذاء فقط لأن اختصاصي التغذية لايستطيع لوحده معالجة مشكلة السمنة, خصوصا عندما تكون مفرطة, لأن الشخص الذي يبلغ وزنه 200 كليوغرام لن يتخلص من الدهون المتراكمة باتباع نظام غذائي قليل السعرات الحرارية, مهما كان قويا وفعالاً, لأنها ستكون مهمة شاقة وصعبة.
وأضاف: يتوجب علينا التخفيف من الآثار الجانبية والتقليل من التكاليف الناتجة عن السمنة وازدياد نسبها, ما دفعنا لاقامة دورة مكثفة لاختصاصي التغذية على مستوى الخليج العربي, بغية القاء الضوء على هذه المشكلة, وصقل مهاراتهم وزيادة ثقافتهم الغذائية وتحصينها بحقائق علمية, لأن هناك الكثير من الجوانب العلاجية المبهمة وغير المعروفة, كأهمية النشاط البدني والعلاج الجراحي والدوائي للتخلص من السمنة, ويلعب الجانب الصيدلي والدوائي دوراً رئيسياً في مساعدة السمين على خسارة الوزن, ما يعني ان ايجابياتها كثيرة وفعالة, لكنها تحمل في طياتها سلبيات ايضا, ما يفرض على اختصاصي التغذية التعاون مع الصيدلي, كي يختارا معاً العلاج المثالي, لأن الثاني يعرفها ويدرك حسناتها ومضارها وكيفية استعمالها والحالات التي تستدعي الاستعانة بهذا الدواء او ذاك, بسبب تواجد انواع كثيرة ومتعددة وعلى سبيل المثال, هناك الادوية القاطعة للشهية, المسهلات, مدرات البول, ويضيف: لا يسمح الصيدلي لاختصاصي التغذية وصف اي دواء بشكل اعتباطي, لأن الامر بكل حالة على حدة, ولارتباطها بعوامل عدة مثل الوزن والعمر والوضع الصحي, الا ان الدمج بين الدواء الصحيح والنظام الغذائي المتوازن يحقق الهدف المنشود, فضلا عن ضرورة ممارسة الرياضة وزيادة النشاط البدني.
وعن الجانب الجراحي قال مدير عام مركز ايليا للتغذية والصحة: لكل عملية ايجابياتها وسلبياتها ايضا, غير ان القاء الضوء على العيوب قبل المميزات يجعل مهمة اختيار الانسب اسهل, واوضح, خصوصا ان الوضع الصحي والحاجة يحددان ايهما الافضل, وتعد العمليات الجراحية للتخلص من السمنة مهمة وضرورية جدا, لأن حل هذه المشكلة الخطيرة يتركز بنسبة 40 في المئة على الجراحة و50 في المئة على الثقافة الغذائية, في حين ينحصر الاهتمام بالنظام الغذائي بنسبة 10 في المئة فقط, اي ان العنصر الاضعف في ميزان القوى الا ان الجراح يحتاج الى اختصاصي التغذية بعد الانتهاء من العملية, لأنهما سيتعاونان معا لمساعدة السمين على المضي قدما في مسيرة خسارة الوزن, وهما ينصحان المريض بممارسة الرياضة لشد العضلات, لأن جسمه سيصاب بالترهل, في حين ان الناس تحب الراحة والكسل والاعتماد المبالغ فيه على التكنولوجيا والديليفري وطلب الطعام عن طريق الانترنت والمسجات على التلفون كظاهرة جديدة من الظواهر السلبية, ويضيف يفضل الناس استعمال المصعد او السلم الكهربائي, عوضا عن الدرج العادي, لأنهم لا يحبون القيام بأي نشاط بدني, الا ان للنشاط البدني شروطا ومعاييراً خاصة, مثل شراء الاجهزة الرياضية واختيار النشاط المثالي والتفريق بين الرياضة في المنزل والنادي الرياضي.
وتحدث دشتي عن دور المرأة في حماية اسرتها ونفسها من السمنة, فاذا مارست الرياضة سيفعل كذلك الاطفال, وعندما تحضر وتتناول الطعام الصحي, سيقلدها اولادها ويكتسبون عادات غذائية صحية ومفيدة, وقال: تتحجج غالبية النساء بأنهن لا يملكن الوقت الكافي لممارسة الرياضة, لكن التنظيم يوفر الامكانات كلها للوقاية والمحافظة على الرشاقة, خصوصا ان عدم تخصيص اوقات محددة لتناول الطعام يؤدي حتما الى السمنة عند الجنسين, كما ان التقيد بالادلة الارشادية واحدث الانظمة الغذائية وطرقها يساهم في مهمة اتباع اسلوب حياة صحي, حيث يمكن الاختيار بين الهرم الغذائي والقبة الغذائية او الصحن الغذائي او »قوس قزح« الغذائي, وفقا لرغبة الشخص واحتياجاته, لأن كل واحد يتبع معايير معينة مثل المجتمع والبيئة والتقاليد.
سألناه: ما الفرق بين الهرم الغذائي والقبة الغذائية وهل يراعى التقسيم نفسه بين العائلات الغذائية كالنشويات والبروتينات والدهون?
فقال: لابد من التوضيح ان هذه الانظمة او الجداول ليست قوانين تغذوية بل ارشادات ونصائح, غير ان القبة نموذج متعارف به في الدول العربية, ويستعمله اختصاصيو التغذية العرب ويحتوي على نوعية الاكل الذي يتناوله المواطن العربي, في حين ان النسب المتعارف عليها عالميا ليست قانونا كذلك, غير ان نسبتها نفسها في الهرم والقبة, وتتراوح بالنسبة الى النشويات بين 50 و55 في المئة, وبين 25 و30 في المئة للدهون, والبروتينات بين 15 و20 في المئة, ما يجعلها شبه ثابتة لأنها قائمة على ابحاث ودراسات مثبتة علميا, كما ان الدليل الارشادي المرفق بها يساعد المرء على استخدام النسب وعدد الحصص المطلوب والمسموح اكلها يوميا غير ان القبة تعرض اصنافا يستسيغها العربي مثل الفول والحمص كفطور, على عكس الاجانب الذين يتناولون الشوفان والحليب كوجبة صباحية, لأنهم يعتبرونها طعاما للصغار وليس للكبار, في حين يركزون على التون والسلمون والسردين, بينما ادخلت القبة انواعا اخرى مثل الزبيدي والهامور, وتقلل القبة من التكلفة المادية التي يدفعها العربي عند رغبته في اتباع النظام الهرمي, لأن نوعية الطعام في البلدان الغربية مختلفة عن العربية, حتى انه لا يضطر للذهاب الى المراكز الكبيرة لشرائها, بينما تتوافر احتياجاته كلها وبسهولة عندما يختارها من القبة, لأنها موجودة في كل مكان, كما ان توصيات النشاط البدني تتناسب مع المناخ العربي, لأن نسبة المياه والرطوبة ليست نفسها بين البلدان الاوروبية والعربية, لكنه يشدد »هناك فروقات بين الهرم والقبة, في المقابل تكثر العناصر المشتركة المتعارف عليها«.
لا يوجد في القبة اي صورة للحلويات او السكريات, لماذا?
لم تذكر ولم تدمج مع اي عائلة اخرى, غير انها موجودة في دليل الارشادات, حيث ينصح بتناولها مرة كل ثلاثة ايام او يوميا وفقا لشروط معينة, خصوصا انني لا امنع عملائي من تناول الحلويات يوميا, شرط الا تزيد عدد سعراتها الحرارية عن 180 وحدة حرارية, في حين افضل ان يأكلوا الشوكولاتة مع الويفر او البسكويت للتقليل من الوحدات ايضا, ومن ناحية اخرى لم توضع الحلويات في القبة كي لا يأخذها الناس كحجة ليأكلوها يوميا.
هل يمكن تناول الحلويات مرة واحدة في الاسبوع عوضا عن تقسيمها على مراحل?
بالطبع لا, لأن الجسم لن يتمكن من استيعاب كمية الوحدات الحرارية الكبيرة مرة واحدة ولن يستطيع حرقها, لذلك افضل تقسيمها وتناولها بين الحين والآخر, لأن الحرمان سياسة خاطئة جدا, لأن الاعتدال مبدأ اساسي في الحياة.
اتشجع تناول حلويات الدايت?
يفضل تناول الاصناف والمنتجات قليلة او خالية الدسم, من حلويات وحليب والخبز الاسمر وغيرها, بغية التخفيف من عدد الوحدات الحرارية التي تدخل في الجسم, ومنع الاصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والدهون الثلاثية, كما انها تعزز الصحة والعافية.
هل يستطيع السمين ممارسة الرياضة عندما يبدأ بالريجيم?
ليس في البداية, بل عليه ان ينتظر قليلا حتى يخسر وزنا لأنه لن يكون قادراً على ممارستها بشكل قوي, ويجب ان يزيد المدة تدريجيا, بمعدل دقيقة كل يوم ليصل الى ساعة ونصف الساعة يومياً.
ما الرياضة الأنسب?
لا وجود لرياضة افضل من الاخرى, لأن المرء يجب ان يختار النشاط الذي يحبه ولا يشعره بالضجر والملل, ويمكن الاختيار بين انواع عدة مثل الركض والايروبيك والرقص والسويدي والقفز على الحبل او كرة السلة و»التريدميل«.
وعن النصائح الغذائية للسمين قال دشتي: اسلوب الحياة الصحي لم يعد خيارا بل واجب وضرورة كي يحمي الانسان صحته ويحافظ على سلامة عائلته ايضا, وضمن حياة مديدة لأن السمنة تسبب امراضا خطيرة, كما انها ظاهرة مرفوضة وغير مستحبة, ويقول: يجب ان يتحلى السمين بقوة الارادة ليتخلص من الكيلوغرامات الزائدة, وان يقصد الاختصاصي المناسب والشاطر, وان يكون مصمما على الاستمرار ويطبق كل ما يطلب منه, لأن الطريق الطويل والصعب سيقوده الى حياة صحية.
موضوع: خصص وقت لتناول الطعام 
السبت 28 أغسطس 2010 - 13:20
