أخبار ورجال تحت المجهر
من كتاب ( أخطاء تحت المجهر ) للشيخ عبدالعزيز السدحان .
من أخبار ابن سينا :
اسمه: الحسين بن عبد الله بن الحسن بن سينا البلخي ثم البخاري، وكنيته أبو علي ، ولد في شهر صفر عام 370 هـ، فإن صح مولده عاش ثمانيا وأربعين سنة وقد كفره الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال وكفره الفارابي وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : ما أعلمه روى شيئا من العلم ولو روى لما حلت الرواية عنه ، لأنه فلسفي النحلة ، ضال . وفي اللسان لابن حجر ، نقل الحافظ عبارة الذهبي وجاء في آخرها : لارضي الله عنه.
وفي البداية والنهاية لابن كثير : ذكر أن الغزالي رد على ابن سينا في تهافت الفلاسفة في عشرين مجلسا له ، كفره في ثلاث منها وهي قوله:
1- قدم العلم
2- عدم المعاد الجثماني.
3- أن الله لايعلم الجزئيات.
وبدعه في البواقي.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد صال وجال في كتابه العظيم ( درء تعارض العقل والنقل)، وذكر في أثناء كلامه عن طريق المبتدعة في نصوص الأنبياء أنهم على طريقين:
1- طريقة التبديل: وهم أهل الوهم والتخييل وأهل التحريف والتأويل.
2- طريقة التجهيل.
فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون أن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر .
وذكر أن ابن سينا سار على هذا القانون وألف رسالته ( الأضحوية).
وقال في آخر كلامه: إنهم يقولون إن الأنبياء قصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة، وعده شيخ الإسلام من ملا حدة الفلاسفة.
وقال في الاستقامة : وهو من الصابئة الذين خلطوا بها من الحنيفية ما خلطوا.
أما ابن القيم فإنه لما تكلم عن هذيان الفلاسفة بشكل عام وابن سينا بشكل خاص قال عنه : فالرجل معطل مشرك جاحد للنبوات والمعاد لامبدأ عنده ولا معاد ولا رسول ولا كتاب.
وقال في موضع آخر: وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه، قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم. فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد ولا رب خالق ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى.
وقال في موضع آخر: إمام الملحدين ابن سينا، وقال أيضا: وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وقد سئل الإمام ابن الصلاح عن جماعة من المسلمين المنتسبين إلى أهل العلم والتصوف : هل يجوز لهم أن يشتغلوا بتصنيف ابن سينا وأن يطالعوا في كتبه ، وهل يجوز لهم أن يعتمدوا أنه كان من العلماء أم لا؟ فأجاب – رحمه الله- لا يجوز لهم ذلك ومن فعل ذلك فقد غرر بدينه وتعرض للفتنه العظمى، ولم يكن من العلماء بل كان شيطانا من شياطين الإنس .
وذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان أنه في مرضه في آخر أيامه اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم على من عرفه واعتق مماليكه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام.
وفيات الأعيان 2/159-161.
خبر: المرأة المتكلمة بالقران :
وخلاصته : أن عبد الله بن المبارك – رحمه الله تعالى ـ قابل امرأة فسألها عن حاجتها وعن بلدها .. الخ . فكانت لا تجيب إلا بآية من القرآن، وبعد أن قابل أولادها سألهم عن تلك الأم فأخبروه أنها لم تتكلم منذ أربعين سنة إلا بالقرآن )).
ولا شك أن تلك القصة باطلة من وجوه كثيرة منها : - إن كثير ممن ترجم لابن المبارك لم يذكر تلك القصة ، ومنها تلك القصة ليس لها زمام ولا خطام فلم يذكر سندها ، ومنها عدم إنكار ابن المبارك ـ رحمه الله تعالى ـ فعلها ذاك ، خاصة أن كثيرا من العلماء نهى عن التخاطب بالقرآن ، وابن المبارك مشهور بإتباعه للسنة فكيف يترك الإنكار عليها، ومنها وضوح التكلف في تركيب السؤال والجواب وهذا يدل على بطلانها.
خبر: إبراهيم الخليل مع جبريل عليهما السلام :
وذلك عندما القي إبراهيم في النار قال له جبريل : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال إبراهيم : أما إليك فلا ، وأما إلى الله فبلى.
وفي بعض الألفاظ : إما إليك فلا. فقال جبريل :فسل ربك . فقال إبراهيم : ( حسبي من سؤالي علمه بحالي ).
يذكر المفسرون هذا الخبر غالبا عند قوله تعالى في سورة الأنبياء: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}.
وأما العلة الاسنادية فقد نقل صاحب تنزيه الشريعة عن شيخ الإسلام ابن تيمية : أن الخبر موضوع .
خبر :سبب موت سعد بن عبادة :
خبر سعد بن عبادة – رضي الله عنه– وأن سبب موته أنه بال في جحر فرمته الجن حتى مات وأنشدت- الجن -:
قد قتلنا سيد الخز رج سعد بن عبادة
ورميناه بسهميـن فلم نخطئ فؤاده
لا يصح على أنه مشهور عند المؤرخين ،حتى قال ابن عبد البر في الاستيعاب : ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد أخضر جسده......
......
من أخبار الجاحظ :
اسمه عمرو بن بحر وكنيته أبو عثمان وسمي الجاحظ لجحوظ عينيه.
قال الذهبي: وكان من أئمة البدع، وقال ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أيضا: كان كذابا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الناس.
وقال ابن حجر بعدما ساق شيئا عن الجاحظ: وهذه والله صفة كتب الجاحظ كلها، فسبحان من أضله على علم. ونقل عن الخطيب أنه ساق فيه أن الجاحظ كان لايصلى ، وقال الخطابي : هو مغموص في دينه.
وقال ابن قتيبة بعد كلام له على الجاحظ : وهو مع هذا أكذب الأمة وأوضعهم لحديث وأنصرهم لباطل .أ.هـ.
ومما يؤكد هذا ما ذكره الحافظ ابن حجر في اللسان عن إسماعيل بن محمد الصفار قال : سمعت أبا العيناء يقول : أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ في بغداد .
قال ابن حزم:كان الجاحظ أحد المجان الضلال غلب عليه الهزل.
وقال عبد القاهر الجرجاني عن الجاحظ : ولو عرفوا جهالاته في ضلالاته لاستغفروا الله تعالى من تسميتهم له إنسانا فضلا عن أن ينسبوا إليه إحسان .
وذكر كثير من فضائحه وختم ترجمته بقوله: وقول أهل السنة في الجاحظ كقول الشاعر فيه:
لو يمسح الخنزير مسخا ثانيا ما كان إلا دون قبيح الجاحظ
رجل ينوب عن الجحيم بنفسه وهو القذى في كل طرف لاحظ
ولقد عده شيخ الإسلام – رحمه الله – خطيب المعتزله.
وقال عباس بن منصور السكسكي في كتابه البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان في أثناء كلامه عن فرق المعتزله : وأما فرقة الجاحظية فهم أصحاب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ حكي عنه أنه كان يقول إن العالم فعل الله تعالى- تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ..
وكان هو وفرقته يزعمون أن المقلدين من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان وغيرهم لا يدخلون النار لكن يصيرون ترابا ، وكل من مات من أهل الإسلام الخالص الإجتهاد في العبادة مصرا على كبيرة كشرب الخمر وغيره وإن لم يوقع ذلك إلا مرة واحدة في عمره مخلد بين أطباق النيران أبدا مع فرعون وهامان ، وأن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع أطفال المسلمين الذين يموتون قبل البلوغ وجميع مجانين أهل الإسلام لا يدخلون الجنة بل يصيرون ترابا.
وهذا ظاهر الفساد لا يحتاج إلى إقامة دليل .اهـ بحروفه ص30-31.