خواطر
من الاعجاز
- ان الانسان مهما بلغ به المقام فهو في حاجة لمساعدة غيره في عدد من مجالات الحياة وهذا في اعتقادي هو من قمم الاعجاز ، حيث ان الانسان يعلم ان لا احد من البشر او الجن يمكن ان يقدم له ما يريد بما يرضيه، لذلك فانه يلجأ فورا الي الله عز وجل وهو موقن ان لا محقق لرغبته او مقضيا لحاجته الآ الله عز وجل، ونجد ان ما يتعلق بآخرته فان المستجيب لدعائه وبصورة قاطعة ونهائية هو الله عز وجل ولذلك فهو يرجو منه الرحمة والمغفرةوجنة النعيم ، اذ انه لا يمكن ان يطلب ذلك من بشر ...
- كلما تحقق للانسان طلب تمني آخر ولايشبع ابدا وانه لا يمكن ان يحقق كل طموحاته في هذه الدنيا، مصداقا لما جاء بالحديث الشريف : عن أنس - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى اليهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) رواه البخاري ومسلم وفي رواية : ( ولن يملأ فاه إلا التراب ) وفي رواية : ( ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب ) ويري بعض العلماء ان طموح ابن آدم وطلبه للمزيد كلما وجد مايطلبه دليل علي الحياة الآخرة بحيث لا يصل الانسان لمبتغاه الا في الجنة.
- مما يؤكد ان الانسان لا يبلغ ما يتمناه برفاهيته المادية ما يحدث في الغرب من انتحار وجنون ... الخ بالرغم مما يتحقق للفرد من اغلب رغباته وحاجاته المادية حيث يكون ناقصا القيم الروحية التي تؤدي الي ايمان الفرد باليوم الآخر والجنة و يجد فيها الانسان كل ما يتمناه ، فيتزين بالصبر .
ادعاء الانسان بنسب ما يحصل عليه من مال اوفكر لعلمه او لجهده
يبدأ الانسان بكتابة موضوع ما ويكون في البدء حيرانا ومترددا في انه لا يستطيع اكمال ما بدأه كما يتمني , ثم يجري القلم وتتوارد الافكار ويكمل ما بدأه برضي ً ، ويشيد به الآخرون ثم يفرح ويعتقد انه بشطارته وذكائه قد وصل الي ما وصل اليه وان اي عائد مادي نتيجة لعمله هذا قد استحقه نتيجة لجهده وعلمه فقط وهو لا يدري ان كل ذلك جاء بتوفيق من الله رب العالمين ، أراد له به خيرا ورزقا، وما يدل علي ذلك انه لو طلب منه تكرار ما قام به يتردد مرة اخري ولا يستطيع ان يقدم نفس ما قدمه من قبل الا بالتوفيق الرباني . ويسري هذا في الاعمال اليدوية والفكرية وغيرها . هذا مصداقا لقول الله عز وجل في سورة القصص قال تعالى:
ِانَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82 ) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
وقال تعالي في سورة الزمر ( فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ(51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)
وفي هذا انذار من الله تعالي للبشر في ادعاء ان ما يرزقونه لعلمهم او لجهدهم .. كما نسمع ذلك كثيرا في هذا العصر!