1)ابن خلدون ص328.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
يقول الشيخ محمد متولي فيما يرويه لنا في كتاب أصول الأصول للشيخ زكي إبراهيم يقول : الصوفي يتقرب إلى الله بفروض الله ، ثم يزيدها بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام من جنس ما فرض الله ، وأن يكون عنده صفاء في استقبال أقضية العبادة فيكون صافيًا لله والصفاء هو كونك تصافي الله فيصافيك الله -قال : والتصوف رياضة روحية لأنها تلهم الإنسان بمنهج تعبديٌ لله فوق ما ترضى .
الشيخ الإمام الحسن - يقول في مذكراته في ص -27 :
صاحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة ويقول في دمنهور توثقت صلته -يعني حسن ألبنا- بالإخوان الحصافية -هذا الطريق الحصافية- وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية ورغب في أخذ الطريقة حتى انتقل من مرتبة المحب إلى مرتبة التابع وكان المؤسس غارقًا في التصوف كما في مذكراته صفحة (32) اثنين وثلاثين حيث يقول (وكانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستغراق في عاصفة التصوف والعبادة.
أي أن التصوف هو طريق الارتقاء بالعمل من مجرد الإسلام إلي الإيمان ثم إلي مرتبه الإحسان.
ودليل التصوف هو عندما جاء سيدنا جبريل إلي رسول الله صلي الله عليه واله ومن تبعه ووالاه كما جاء بالحديث الشريف- " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس ، إذ أتاه رجل يمشي ، فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال : الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه ، وتؤمن بالبعث الآخر . قال : يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : الإسلام : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان . قال:يا رسول الله ما الإحسان ؟ قال:الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن
أشراطها : إذا ولدت المرأة ربتها ، فذاك من أشرطها ، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام . ثم انصرف الرجل ، فقال : ( ردوا علي ) . فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا، فقال: هذا جبريل، جاء ليعلم الناس دينهم"(1)
……………………………………………………………
(1) رواية أبو هريرة صحيح- البخاري: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4777
ومن كتاب الله الحكيم فيما ورد عنه جل في علاه:
(بلي من اسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة 112
وفي قوله:
(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)البقرة 195
وفي قوله:
(فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب اللاّخره والله يحب المحسنين)آل عمران 148
وفئة المحسنين هي ارقي الفئات فهي فوق فئة المسلم وفوق المؤمن إذ الإسلام أن يشهد بان لا اله إلا الله وان محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج البيت إن استطاع إليه سبيلا, فمن فعلها فهو مسلم ولا يرقي لدرجه المؤمن. والدليل في قوله تعالي:
(قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ). سورة الحجرات، الآية: 15
كما جاء في وصف الأعراب قوله تعالي:
" الأعرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "التوبة-97-99
فعن أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول- ثم جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يسأل عن الإسلام –" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق".
صحيح مسلم ج: 1 ص:40
وقد يتوافر فيهم الإيمان بعد الترقي من الإسلام إذ يكون الإسلام درجه ثم الإيمان درجه اعلي ثم الإحسان الدرجة الاعلي من الدرجتين السابقتين.
ومن يصل إلي درجه الإحسان فانه يصلها بعباده الله كأنه يراه ومنهم ذوي البصيرة وأولياء الله الصالحين.
فمن يعبد الله كأنه يراه فقد وصل إلي غاية الخشوع والخضوع من طول مقامه في هذه الحالة النورانية الروحانية.
فتجد أن كثير من الناس ينكرون أن يتم هذا فعلا علي الواقع أو يتعجبون منه ذلك لأنهم لم يرتقوا بعد إلي درجه الإحسان فالإنسان عدو ما يجهل كما ينكر البعض أن تكون هناك رؤيا مناميه لكونهم لم يروا مثيلها في منامهم - رغم أن بين أيديهم الحديث القدسي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه } . (1).
.....................................
(1)رواه البخاري:6502
وهناك من الكرامات التي ظهرت علي يدي أولياء الله الصالحين وهم كلهم من المتصوفة ولم يكن من غيرهم من أتي بخارقه أو كرامه تحسب له, فإذا كان من تقرب بالنوافل مصداقا للحديث القدسي يصل إلي هذه الدرجة من الكرامة فلا يحق للمدعين اتهامهم بأنهم خرجوا إلي ضلال مطلقا مالم تظهر البينة علي أنهم اتبعوا غير النوافل وغير ما أمر به الله ورسوله وإلا فيكون قولهم إنكارا لهذا الحديث ومعاذ الله أن لا يكون له تطبيق في الواقع العملي.
فقد ورد عن أبو بكر جابر الجزائري
في مقدمه كتاب منهاج المسلم المؤرخ في 21/2/1384 هجريه الموافق 1/7/1964 ميلادية بالمدينة المنورة علي ساكنها السلام ماهو آت:-
أ- أولياء الله تعالي :
يؤمن المسلم بأن لله تعالي اولياء استخلصهم لعبادته .واستعملهم في طاعته وشرفهم بمحبته. وأنالهم من كرامته .فهو وليهم يحبهم ويقربهم وهم أولياؤه يحبونه ويعظمونه.يأتمرون بأمره . وبه يأتمرون.ينتهون بنهيه . وبه ينتهون. يحبون بحبه .وببغضه يبغضون .إذا سألوه أعطاهم.وإذا استعانوه أعانهم. وإذا استعاذوا به أعاذهم.وأنهم هم أهل الإيمان والتقوي .والكرامة والبشري في الدنيا والاخره , وأن كل مؤمن تقي هو لله ولي .غير أنهم يتفاوتون في درجاتهم بحسب تقواهم وإيمانهم.فكل من كان حظه من الاعلي.والتقوى أوفي .كانت درجته عند الله اعلي.وكانت كرامته أوفر.فسادات الأولياء هم المرسلون والأنبياء .ومن بعدهم المؤمنون .وان مايجريه الله علي أيديهم من كرامات كتكثير القليل من الطعام .أو إبراء الأوجاع والأسقام. او خوض البحار او عدم الاحتراق بالنار وما إليه هو من جنس المعجزات إلا أن المعجزات تكون مقرونة بالتحدي والكرامة عارية منه .غير مرتبطة به. وان من أعظم الكرامات الاستقامة علي الطاعات بفعل المأمورات ألشرعيه . واجتناب المحرمات والمنهيات.
وذلك للأدلة الاتيه:
1- إخباره عن أولياؤه وكرامتهم في قوله:"ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الاخره.لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم".
وفي قوله تعالي :" الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور ". وفي قوله:" وما كانوا أولياؤه إلا المتقون". وفي قوله إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين". وفي قوله سبحانه:" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين". وفي قوله تعالي:" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. وقوله: كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. قال يامريم أني لك هذا ؟. قالت هو من عند الله". وفي قوله :" وان يونس لمن المرسلين إذ ابق إلي الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلي يوم يبعثون:. وفي قوله:" فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا ". وفي قوله :" قلنا يانار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم .وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين". وفي قوله :" أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا . إذ أوي الفتيه إلي الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمه. وهيئ لنا من أمرنا رشدا .فضربنا علي أذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم:.
- إخبار رسوله صلي الله عليه وسلم عن أولياء الله وكرامتهم في قوله فيما يرويه ن ربه عز وجل من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فاءذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لأعطينه. ولئن استعاذني لأعيذنه) .. وفي قوله أيضا ( أني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب) وفي قوله(ص )( إن لله رجالا لو اقسموا علي الله لأبرهم) .وفي قوله (لقد كان فيما كان من قبلكم من الأمم ناس محدثون.إن كان في أمتي أحد فانه عمر)
وفي قوله عليه الصلاة والسلام كانت امرأة ترضع ولدها فرأت ر جلا علي فرس فاره. فقالت اللهم اجعل ولدي مثل هذا.فالتفت إليه الطفل وهو يرضع وقال : اللهم لا تجعلني مثله) فنطق الرضيع كرامه للولد والوالد.
وفي قوله في جريج العابد وأمه. إذ قالت أمه اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسان). فاستجاب الله لها كرامه منه تعالي لها .وقال ولدها جريج لما اتهموه بأن ولد البغي منه قال للولد الرضيع من أبوك؟. فقال: راعي الغنم). فنطق الرضيع كرامه لجريج العابد. وقوله(ص) في أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم. فاستجاب الله لهم وفرجها عنهم حتى خرجوا سالمين كرامه لهم. .. وفي قوله في حديث الراهب والغلام إذ جاء فيه أن الغلام رمي الدابة التي كانت قد منعت الجماهير من المرور. رماها بحجر فماتت ومر الناس . فكانت كرامه للغلام . كما أن الملك حاول قتل الغلام بشتي الوسائل فلم يفلح حتى رماه من جبل شاهق ولم يمت وقذفه في البحر فخرج منه يمشي ولم يمت.كان ذلك كرامه للغلام المؤمن الصالح).
3- مارواه ألاف العلماء وشاهدوه من أولياء وكرامات لهم تفوق الحصر.
ومن ذلك ماروي أن الملائكة كانت تسلم علي عمرا ن بن حصين رضي الله عنه .وان سلمان الفارسي وأبا الدرداء رضي الله عنهما كانا يأكلان في صحفه فسبحت ألصحفه والطعام فيها . وأن خبيبا رضي الله عنه كان أسيرا عند المشركين بمكة فكان يؤتي بعنب يأكله. وليس بمكة من عنب .وأن البراء بن عازب رضي الله عنه كان إذا اقسم علي الله في شيء استجاب الله له حتى كان يوم القادسية اقسم علي الله أن يمكن المسلمين من رقاب المشركين وان يكون أول شهيد في المعركة فكان كما طلب. وان عمر بن الخطاب كان يخطب علي منبر رسول الله (ص) بالمدينة وإذا به يقول: ياساريةالجبل! ياسارية الجبل! يوجد قائد معركه يقال له: سارية , فسمع ساريه صوته وانحاز بالجيش إلي الجبل فكان في ذلك نصرهم . وانهزام أعدائهم من المشركين , ورجع سارية فأخبر عمر والصحابة بما سمع من صوت عمر رضي الله عنه.
وأن العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه كان يقول في دعائه : ياعليم ياحكيم. ياعلي ياعظيم. فيستجاب له حتى انه خاض البحر بسريه معه فلم تبتل سروج خيولهم. وأن الحسن البصري دعا الله علي رجل كان يؤذيه فخر ميتا في الحال , أن رجلا من النخع كان له حمار وحمل عليه متاعه.إلي غير ذلك من الكرامات التي لا تعد ولا تحصي . والتي شاهدها ألاف الناس بل ملايين البشر.
ب- أولياء الشيطان :
كما يؤمن المسلم بأن للشيطان من الناس أولياء استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله .وسول لهم الشر . وأملي لهم الباطل فأصمهم عن سماع الحق .واعمي أبصارهم عن رؤية دلائله فهم له مسخرون. ولأوامره مطيعون .يغريهم بالشر. ويستهويهم إلي الفساد بالتزيين حتى عرف لهم المنكر فعرفوه. ونكر لهم المعروف فأنكروه فكانوا ضد أولياء الله وحربا عليهم وعلي النقيض منهم .أولئك والوا الله. وهؤلاء عادوه.أولئك أحبو الله وأرضوه. وهؤلاء اغضبوا الله وأسخطوه فعليهم لعنه الله وغضبه. ولو ظهرت علي أيديهم الخوارق كأن طاروا في السماء. أو مشوا علي سطح الماء إذ ليس ذلك إلا استدراجا من الله لمن عاداه. أو عونا من الشيطان لمن والاه وذلك بالأدلة ألأتيه:-
إخبار الله تعالي عنهم في قوله:" والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجهم من النور إلي الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون". وفي قوله:" وان الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم. وان أطعتموهم إنكم لمشركون". وفي قوله :" ويوم نحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس: ربنا استمتع بعضنا ببعض . وبلغنا اجلنا الذي أجلت لنا. قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ماشاء الله ". وفي قوله سبحانه : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وأنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون". وفي قوله:" إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون". وفي قوله:"أنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون". وفي قوله:" وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم". وفي قوله:" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه .افتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو مبين".
2- إخبار الرسول عليه السلام ذلك في قوله لما رأي نجما قد مر به فاستنار قال مخاطبا أصحابه( ماكنتم تقولون لمثل هذا في ألجاهليه ؟ قالوا : كنا نقول يموت عظيم أو يولد عظيم . فقال انه لا يرمي به لموت احد ولا لحياته . ولكن ربنا تبارك وتعال إذا قضي أمرا سبح حمله العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء.ثم يسأل أهل السماء حمله العرش: ماذا قال ربنا؟ فيخبروهم.ثم يستخبر أهل كل سماء حتى بلغ الخبر أهل السماء الدنيا.وتخطف الشياطين السمع فيرمون .فيقذفونه إلي أوليائهم فما جاؤا به علي وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون).
وفي قوله عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الكهان فقال: ليسوا مني بشيء فقالوا: نعم أنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجن فيقرها في أذن وليه فيجعلون معها مائه كذبه). وفي قوله ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه). وفي قوله( إن الشيطان يجري من ابن ادم مجري الدم في العروق فضيقوا عليه مجاريه بالصوم).
3- وما رآه وشاهده مئات ألوف البشر من أحوال شيطانيه غريبة في كل زمان ومكان يقع لأولياء الشياطين. فمنهم من كان يأتيه الشيطان بأنواع من الاطعمه والاشربه . ومنهم من يقضي له الشيطان حاجته . ومنهم من يكلمه بالغيب ويطلعه علي بعض بواطن الأمور وخفاياها ومنهم من يمنع نفوذ السلاح إليه. ومنهم من يأتيه الشيطان في صوره رجل صالح عندما يستغيث بذلك الصالح لتغريره وتضليله وحمله علي الشرك بالله ومعاصيه .. ومنهم من قد يحمله إلي بلد بعيد أو يأتيه بأشخاص أو حاجات من أماكن بعيده. إلي غير ذلك من الأعمال التي تقوي علي فعلها الشياطين ومرده الجان.
وتحصل هذه الأحوال ألشيطانيه نتيجة لخبث روح الآدمي بما يتعاطي من دروب الشر والفساد والكفر والمعاصي البعيدة عن كل حق وخير . وإيمان وتقوي وصلاح حتى يبلغ الآدمي درجه خبث النفس وشرها يتحد فيها مع أرواح الشياطين المطبوعة علي الخبث والشر. وعندئذ تتم الولاية بينه وبين الشيطان فيوحي بعضهم إلي بعض كل بما يقدر عليه ولذا لما يقال لهم يوم ألقيامه :" يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس ". يقول أولياؤهم من الإنس:" ربنا استمتع بعضنا ببعض".
وأما الفرق بين كرامه أولياء الله الربانية وبين الأحوال الشيطانيه. فانه يظهر في سلوك العبد وحاله. فان كان من ذوي الإيمان والتقوى المتمسكين بشريعة الله ظاهرا وباطنا فما يجري علي يديه من خارقه هو كرامه من الله تعالي له . وان كان من ذوي الخبث والشر والبعد عن التقوى المنغمسين في ضروب المعاصي المتوغلين في الكفر والفساد. فما يجريه علي يديه من خارقه إنما هو من جنس الاستدراج أو من خدمه أوليائه من الشياطين. ومساعدتهم إياه.
ولما كانت أحوال أولياء الله الصالحين وكرامتهم تتشابه إلي حد ما موضوعيا مع ما لأولياء الشيطان من خوارق وأمور غير معتادة ومعجزات فجاء الخلط بين مالولي الله من كرامه وما لولي الشيطان من خارقه فأتجه البعض من الناس إلي إتباع أولياء الشيطان واتجه البعض إلي أولياء الله الصالحين.ولما كان ذلك خلطا بينهما مع الفارق في المنهج والأسلوب والشريعة المتبعه.فكل له شرعه ومنهاجا. إلا أن عامه الناس اختلط عليهم الأمر وأصبح لكل مريديه جهلا منهم وأدخلت الصوفية في النهجين فاتهموهم بالضلالة.. وكثيرا ما تسمع من المتفقهين في الدين أن الشيخ الفلاني هو من احد الفرق الصوفية الضالة دون علم أو وعي بأنه كان علي منهج الله وسنه رسوله من عدمه وكثيرا من المتفقهين حرض علي هدم المقامات أو الاضرحه استنادا إلي أحاديث رسول الله بمنع جص القبور ومنع الشواهد
إلا أنهم محقين في ذلك . ولكن !!!!!
إذا كان الولي علي النهج والشرع وصالحا فكيف لهم تجاهله بل والاسائه له...............
وسؤال واحد يطرح نفسه علي بساط البحث
من من أولياء الله الصالحين يعترفون به ومن ينكرونه وما الدليل علي إنكاره وما هو الفعل الذي بموجبه تم إنكاره واتهامه بأنه من غير أولياء الله الصالحين؟
ومن من هؤلاء يكون من أولياء الشيطان وما الدليل علي عدم إتباعه النهج القويم وماذا علموا عنه أو عرفوا عنه وما مدي ارتباطه بشرع الله ليحكم عليه بأنه خالف أو اتفق؟
أما عن القبور عزيزي القارئ
فأن المنهي عنه هو أن تجعل قبورهم مساجد وهذا حق لا جدال فيه
واختلف في أن يكون القبر باتجاه القبلة فينهي عنه تماما أو أن تكون خارج المسجد فلا كراهة وان تكون بمكان غير القبلة فلا بأس
علي اختلاف
إلا أن أهل ألسنه والجماعة ذهبوا إلي التحريم كليا في الصلاة في مسجد به قبر
وعليه منعوا الصلاة في مسجد السيدة زينب والحسين والسيدة فاطمة النبويه والسيده عائشة وكل مسجد به مقام عدا المسجد النبوي الشريف وعنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من زار قبري وجبت له شفاعتي).
إلا أن التحريم لم يصل فقط إلي منعهم الصلاة في مساجد الأولياء بل وتعداه إلي محو القبور من علي وجه الأرض. وبغض من يزورون القبور من ذوي المقامات
لهم حق إلا انه ليس حقا مطلقا بل حق مقيد
فإذا كان العلم يقينيا بأن المقبور في شرعته ومنهاجه كان من أولياء الشيطان . فلهم الحق في محوه تماما وطمسه بل ووضع موضعه تحت الأقدام..وعدم اقامه مسجدا عليه ومنع الغير من الذهاب إليه وتوعيه الناس به.
كل هذا إذا كان المقبور من أولياء الشيطان
أما إن كان من أولياء الله الصالحين
فان الأمر يختلف( علي ألا يفهم من كلامي الدعوة إلي تحليل أقامه المساجد علي المقبورين- حاشا لله)
فإذا كان للولي شرعه ومنهاجا لا يخالف الله ورسوله وكرامته من الله فلا يجب محو سيرته وتاريخه من السيرة الذاتية له لما فيها من عظه وعبره
ولكن يمكن فقط منع تجصيص قبره وازاله الشاهد من فوقه علي أن توضع علامه لمنع الجلوس أو الصلاة فوقه
فيسري عليه حديث رسول الله( إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بزيارة القبور) وهنا زيارته أولي. لما له من سيره حسنه عن طاعته وتقربه إلي الله والكيفية التي وصل بها للولاية وما تقرب لله به من طاعات وعبادات
فنكون بذلك اتبعنا شريعة الله وسنه رسوله وفي ذات الوقت لم نكن حربا علي أولياء الله بطمس سيرتهم وتجريم وتحريم منهجهم الذي تقربوا به إلي الله
وما كان تقربهم إلي الله إلا بإتباع شريعته والزيادة في الطاعات والنوافل بما افترضه الله عليه
أما إنكاره كليا بالمنطق السائد ألان فهو خروج وبعد عن حب أولياء الله بعد أن تم خلطهم بأولياء الشيطان ومعاملتهم معا بمنطق واحد.
ولما كان أولياء الله الصالحين ومنهم عدد من ذريه رسول الله معروفون ومشهورون بين الذرية المباركه فذلك إنكارا لهم وإنكارا لوجودهم فمن هنا يتم ألتفرقه أولا بين من كان من أولياء الله الصالحين وأولياء الشيطان ثم إن كان صالحا فلا يطمس له تاريخ أو سيره وننشر لهم ماكان من كرامات والنهج الذين اتبعوه ممن النوافل والطاعات التي تقربوا بها إلي الله فنالوا بها تلك الكرامات.
فبذلك يزال الحرج عن الذرية المباركه لأجدادهم الذين كانوا من أولياء الله الصالحين بحق. وليتم التعرف عن النهج الصحيح للتصوف الحق ومعناه الفعلي وليس معناه الذي توارثه البعض من المحدثين بأنهم جميعهم ودون استثناء فرق ضاله.
فأصبح الكثيرون يبغضون الصوفية وبالتالي يبغضون أولياء الله الصالحين المقبورين في مساجدهم وتم التحريم للصلاة في مساجد منسوبه إليهم واتهام الصوفية بالضلال وفي ذلك خداع كبير للمسلمين
بل الأولي ألتفرقه أولا بين الصوفية وما تم إدخاله فيها من بدع فلابد من تنقيتها والتعريف بالصحيح ممن يقربنا إلي الله بدلا من الانجراف إلي مخادعه بسطاء العقول بان ألصوفيه ضلال.
ولا ننكر الخوارق والكرامات علي أولياء الله الصالحين . علي أن نفرق بينهم وبين أولياء الشيطان
ولا ننكر لهم مساجد تسمي بأسمائهم بل تظل سيرتهم مع بيان منهجهم والكيفية التي انتهجها من النوافل والطاعات والعبادات
فنكون خلطنا هذا مع ذاك وأبعدنا ألنجعه.
تجليات كرامات أولياء الله الصالحين المتصوفة في الجهاد
الحقيقة الغائبه
بداية نقول انه قد غاب عن هذه ألامه وبفعل فاعل قاصدا وعن عمد تغييب الكثير مما افترضه الله علي عباده, وقد اعتلي منابر رسول الله فئة لها أهداف سياسيه لحماية مصالح بعض ذوي النفوذ ممن لهم مصالح مع اليهود والنصارى خاصة تعطيل فريضتي الجهاد والاجتهاد.
وفي الحقيقه رغم أصواتهم العاليه ونفوذهم وسلطانهم , نجدهم هم أول ناس لم يقوموا بالجهاد, ولم يجاهدوا أو يقاتلوا إلا مسلمون فقط, وخير دليل يشهد بذلك ما حدث من تفجيرات في المناطق ألمدنيه سواء بمصر أو ما يحدث ألان في العراق من قتلهم ألشيعه أحيانا وأحيانا أخري تفجيرات في بلاد ألسنه , مما يفهم منه انه فقط مجرد محاربين لصالح اليهود والنصارى ليس إلا.
وتحت عباءة سنيه خرج هؤلاء الأقزام يبررون تصرفاتهم التي باتت من خبثها واضحة جليه للعيان بأنهم واليهود والنصارى في خندق واحد فتارة هجوم ضد ألشيعه المسلمين وأخري ضد ألصوفيه فقط لأنهم هم المجاهدون علي مر التاريخ, وأخري ضد المنتسبين لذرية رسول الله صلي الله عليه وسلم لصالح الاستعمار القديم والدولة اللقيطه إسرائيل ومحاوله في اماته الروح الجهاديه وتعطيل الفريضة ألشرعيه التي هي سبب عز ألامه وبدونها فلا يوجد إلا المذلة واليك البراهين:
قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) (التوبة:26).
كما قال عز وجل:
" كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
سوره البقرة 216
كما خاطب رسوله صلي الله عليه واله وسلم بقوله تعالي:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) (الأنفال: 65 )
وجاء عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم:
" من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق وسأله صلى الله عليه وسلم رجل عن عمل يعدل فضل الجهاد فقال صلى الله عليه وسلم : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تصوم فلا تفطر وتقوم فلا تفتر فقال السائل ومن يستطيع ذلك يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنك لو طوقت ذلك لم تبلغ فضل المجاهدين الحديث"
ومن هنا نعرف أننا أمه جهاد وان الجهاد مكتوب وفريضة كما قال كتب عليكم الصيام وان الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا وان تركه معناه تعطيل الفريضة وانعدام الجهاد فكان طريق الذل للأمة الاسلاميه وهو ما يحكيه واقع المسلمين اليوم من مهانه وأهانه لكتاب الله وتدنيسه والاسائه لرسول الله كما ثبت في صحف النصارى واليهود بالدنمارك واتهام الإسلام بالإرهاب.
ويحاول الغرب بشتي السبل التأثير في أصحاب القرار في إسقاط آيات الحث علي الجهاد وتغيير مناهج ألتربيه ألدينيه لدي طلاب العلم.
وأطلقوا يدي إعلامهم في الكيد والنيل بالإسلام ولكن الله متم نوره ولا كره الكافرون
وبالرغم من أن بعض من عناصر القرار في هذه ألامه قد والت اليهود والنصارى إلا أن الإسلام يزداد وينتشر بصوره لم يسبق لها مثيل في البلاد ألغربيه وقد صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث:
قال رجل يا رسول الله هل للإسلام من منتهى قال أيما أهل بيت وقال في موضع آخر قال نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام قال ثم قال ثم تقع الفتن كأنها الطل يعودون فيها أساود صباء يضرب بعضكم رقاب بعض.
الدار قطني - الإلزامات والتتبع – 95
إلا أن ألامه الاسلاميه لا يقدر عليها مطلقا عدوا من غيرها ولكن بعضها اسقط بجهله أو بعلم وبغرض دنيء هذا الحق الممنوح للأمة من رب العباد كما جاء في حديث ثَوْبَانَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«.... وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا من سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قال يا محمد إني إذا قَضَيْتُ قَضَاءً فإنه لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا من سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عليهم من بِأَقْطَارِهَا حتى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا»رواه مسلم.
كما جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتِي لم يُرْفَعْ عنها إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
لذلك أن أمر الله عز وجل لهذه ألامه بالجهاد رافقه نصر من عند الله ومدد لهم وأعانه ومساعده في القتال شريطه الاستعداد بأقل القليل مما يستطيعونه كما قال عز وجل:
﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ الأنفال: 60
فقوله ما استطعتم مفاده ما تستطيعون من إعداد للعدة وضرب مثلا برباط الخيل لإرهاب أعداء الله وأعداء الإسلام والمسلمين.
ولكن هل يكفي هذا الإعداد........؟
نعم يكفي لأن هناك مددا أخر من عند الله كما جاء في قوله عز وجل:
}إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13( ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) الأنفال من 9-11
إذا فهو وعد بالمدد والعون إلي عباده المخلصين الذين خرجوا لرفعه وإعلاء كلمه الله {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20]،
{إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9]
ولذلك كان ترك الجهاد وعدم الاستعداد له علامة على النفاق قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من مات ولم يغز ولم يحدّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) –رواه مسلم.
فبكم نشتري ألجنه وبكم يقدر النصر وهما احدي الحسنيين أليست الجنة لها تكليف بعمل ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" [رواه الترمذي].
ولما كان قصد الشارع الحكيم واضحا جليا وجب علي كل مسلم قال لا اله إلا الله محمدا رسول الله أن يعلم بأنه مكلف بعمل مادامت توافرت فيه أهليته الجهاديه في زمن عز فيه الجهاد وركن بعض العلماء إلي الحياة الدنيا ونسوا المقصود من الطاعات والعبادات إلي أن أصبحت ألامه في ذلها متمرغة وفي الفساد غارقه بسبب أهواء الأمراء الذين عطلوا فريضة الجهاد وأصبحوا يملي عليهم من الروم ما يجب أن يكون بدعوي ألعلمانيه التي هي مراد إبليس في الدنيا آن يكون هناك دين آخر وهو حب الحياة وكراهة الموت في التوقيت الذي يعمل فيه أنصار الدجال علي هدم الشرائع ألسماويه والعمل بمحاربه دين الله الذي ارتضاه لعباده.
ولكن الفرض فينا إننا عبادا لله والمطلوب منا طاعته فأعطانا الحياة وهو صاحب الأمر فينا فبكم تساوي الحياة"
قال الله تعالي في كتابه الحكيم:" أنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" التوبة 111
اذا فالروح منه ومردها إليه فإليه المرجع واليه المصير ولكن كيف طريق الهدي إلي هذا : يقول سبحانه وتعالي"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" [العنكبوت: 69]
فالهدايه إلي طريق الجهاد وبذل النفس في سبيل الله توجه الفكر إلي معني الإحسان الذي يتطلبه المجاهدون في سبيل الله فخروج المجاهد من بين ذويه توجها إلي مراد الله فيه معناه أن يلقي ماحازه في دنياه لله فهو عطاء من الله وبذله أيضا في سبيل الله فما اغلي النفس التي أعطانا الله عز وجل ولكنه هو الذي وهبنا إياها واليه مردها والموت آت آت لا محاله ولكن كل منا يؤجل التفكير فيه إلا انه لابد مدركنا ولابد من لقاء الله فناظر ماذا فعل الإنسان بم أعطاه من تكليفات.
ومادام الأمر منه واليه ومادمنا خلقنا ولابد الموت مدركنا فالروح ثمن قليل لنيل جنه الله ورضوانه والقول بغير ذلك جحودا لما انعم الله علينا به من نعم ونكرانا من إننا خلقه واليه المصير.
فما ارخص النفس إذا بذلت لمرضاتك يا الله.. ألا ففرارا إلي الله المعز من ذل ترك الجهاد الذي أماته عملاء اليهود والنصارى...؟
ألا من يقين بأن الله مع الذين يقاتلون في سبيله......... أم إننا ننكر مدد الله وانه هو القادر علي نصر المؤمنين.
ألا إلي الله ترجع الأمور...........؟
[align=center]
مع تحيات
السيد الغازي
مصر - المنصوره
ت 0[/align]124891187